محامي الطفل ياسين: المحكمة أنصفت البراءة وداوت جراح الأسرة

كتب: مصطفى صلاح

أكد المحامي بالنقض عصام مهنا، وكيل أسرة الطفل ياسين ضحية واقعة مدرسة الكرمة، أن الحكم الذي صدر مؤخرًا في القضية مثّل انتصارًا حقيقيًا للعدالة، وأعاد التوازن لمسار قانوني كاد أن يُطوى بالسكوت، مشيرًا إلى أن المحكمة استخدمت مادة قانونية مهملة في قانون الإجراءات الجنائية، لم يُعمل بها منذ أكثر من نصف قرن، للطعن على قرار الحفظ وإعادة فتح القضية من جديد.

وأضاف مهنا، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "تفاصيل" مع الإعلامية نهال طايل على قناة "صدى البلد 2"، أن الهدف من الطعن لم يكن الانتقام أو التشهير، بل استرداد حق مسلوب وإعادة القضية إلى مسارها الصحيح، وهو ما تحقق بالفعل بعد أن استمعت المحكمة لمرافعات الدفاع، وقضت بإلغاء القرار وإعادة المحاكمة، لتصدر حكمها الذي "أثلج صدور الجميع، وردّ نار الأم والأب".

ولفت إلى أن الطفل ياسين، البالغ من العمر ست سنوات فقط، لم يستوعب بعد ما تعرّض له، مضيفًا: "الطفل صغير، بدأ لتوه مرحلة التعليم في كي جي 1، وتعرّض لفعل مشين لا تحتمله الفطرة، ولا يقبله ضمير إنساني". وأشار مهنا إلى أن الطفل ظلّ يرفض دخول الحمام لمدة عشرة أيام كاملة بعد الواقعة، نتيجة الصدمة النفسية العنيفة التي تعرّض لها.

واختتم قائلًا: "نحمد الله على هذا الحكم العادل، الذي نقل القضية من مجرد إجراء روتيني إلى محاسبة حقيقية تعبّر عن فداحة الجريمة"، مؤكدًا أن ما جرى يجب أن يكون جرس إنذار للمجتمع كله لحماية أطفاله، ومراجعة الثغرات القانونية والواقعية التي تسمح بمرور مثل هذه الجرائم في صمت.