سم غذائي شائع يسرع انتشار أورام القولون والمستقيم

ديسمبر 11, 2024 - 10:03
سم غذائي شائع يسرع انتشار أورام القولون والمستقيم

كتبت: أمنية شكري

اكتشف الباحثون في مركز الأورام الصحي بجامعة فلوريدا بالتعاون مع شركاء دوليين، أن إحدى السموم الموجودة في البكتيريا -والتي تعتبر من الأسباب الأكثر شيوعًا للأمراض المنقولة عن طريق الطعام- يمكن أن تسرع من انتشارأورام القولون والمستقيم إلى أجزاء أخرى من الجسم.

تم نشر نتائج الدراسة في مجلة Cell Host & Microbe في 2 ديسمبر، وقد تساهم في تمهيد الطريق لتطوير أدوات جديدة للكشف المبكر عن أورام القولون والمستقيم المتنقل، وفي النهاية، قد تساعد في تحديد المرضى الذين يحتاجون إلى علاج أكثر كثافة.

أشرف الدكتور كريستيان جوبين -أستاذ الطب المتميز في كلية الطب بجامعة فلوريدا- على هذه الدراسة الجديدة، والتي بدأها زميله السابق في مرحلة ما بعد الدكتوراه الدكتور خه تشن في مختبر جوبين. حيث قال جوبين: "تساعد هذه الدراسة في تقديم فهم جديد حول كيفية تحفيز سموم البكتيريا لانتشار أورام القولون والمستقيم، مما يفتح الطريق لطرق فحص جديدة للتنبؤ بالمرضى المعرضين للخطر".

الميكروبيوم المعوي هو مجموعة من الكائنات الدقيقة التي تعيش في الأمعاء. ومن المعروف أن هذه الكائنات الدقيقة تؤدي دورًا كبيرًا في الصحة، من الهضم إلى تنظيم الجهاز المناعي. كما تؤثر أيضًا على تطور عدة أنواع من الأورام وانتشارها، بما في ذلك أورام القولون والمستقيم.

تُعتبر العطيفة الصَّائميَّة (كامبيلوباكتر جيجوني) C. jejuni البكتيريا المسببة لأكثر من مليوني حالة من الأمراض المرتبطة بالإسهال في الولايات المتحدة كل عام. حيث تحتوي بعض سلالات هذه البكتيريا على سم يسمى سم تمدد الخلايا المميتCDT. وأوضح جوبي -المشرف المشارك على مشروع أبحاث علم المناعة وعلم الأحياء الدقيقة في مركز أورام جامعة فلوريدا ومختبره سابقًا- أن هذا السم هو عامل ضروري في التسبب بالإصابة بأورام القولون والمستقيم لدى الفئران".

في هذه الدراسة الجديدة، قام الفريق البحثي بالتحقيق في كيفية تأثير البكتيريا على انتشار الأورام. وتعد أورام القولون والمستقيم ثاني أكبر سبب للوفاة بسبب الأورام في الولايات المتحدة، ولكن إذا تم اكتشافها في مراحلها المبكرة قبل انتشارها، فإن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات يقارب 90%. يُعد الانتشار أو النمو الثانوي الذي يحدث من موقع الأورام الأصلي السبب الرئيسي للوفاة بسبب الأورام، ولا تزال خيارات العلاج للمصابين بالأورام المنتشرة محدودة.

بدأ فريق جوبين بالمقارنة بين عينات الأنسجة لـ34 مريضًا بأورام القولون والمستقيم الذين حدث لهم انتشار للمرض، و37 مريضًا آخرا لم يحدث لهم انتشار خلال فترة متابعة مدتها ثلاث سنوات. وقد اكتشفوا وجود كمية كبيرة من البكتيريا في المرضى الذين حدث لهم انتشار. ومن الجدير بالذكر أن المرضى الذين تم اكتشاف البكتيريا في عيناتهم كانوا يعانون من توفعات أسوأ بكثير مقارنة بالمرضى الذين لم يتم اكتشاف البكتيريا لديهم. كما أكد فريق البحث هذه الاكتشافات في قاعدة بيانات تضم عينات أورام من دول عديدة. 

قال جوبين: "تؤكد هذه الاكتشافات أن سم CDT له دور حيوي في تعزيز انتشار الأورام بواسطة البكتيريا"، وأضاف: "عندما تنتقل البكتيريا المنتجة لـCDT إلى الأورام خارج الأمعاء، يبدو أنها تسرع من انتشار هذه الأورام".

استخدم الباحثون فئران تجارب مصابة بأورام سرطانية منتقلة إلى الرئتين والكبد وأورام القولون والمستقيم البشرية وكذلك نماذج ثلاثية الأبعاد لأورام القولون والمستقيم المصنوعة من خلايا المرضى، لعرض كيفية تعزيز السم البكتيري لانتشار الأورام. واكتشفوا أن سم CDT يؤدي إلى زيادة أداء بعض الإنزيمات، حيث يقوم بتنشيط إشارة مرتبطة بالانتقال في الخلايا السرطانية.

وأوضح الباحثون أن بعض التجارب السريرية تختبر أدوية تهدف إلى التدخل في مسارات الإشارات الخلوية، مما يعني أن هذه الاكتشافات قد توجه تطوير علاجات جديدة. كما استعاد الفريق البكتيريا الحية من الأورام خارج الأمعاء، مما يشير إلى أن الأورام تخلق بيئة مناسبة لنمو هذه البكتيريا.

هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم كيفية انتقال البكتيريا إلى مواقع الأورام وكيفية تنشيط السم لمسارات الإشارات.

المصدر: جمعية الولايات المتحدة الأمريكية لتقدم العلوم American Association for the Advancement of Science

https://www.ebiotrade.com/newsf/2024-12/20241209065209322.htm