دكتورة سارة خطاب تكتب: دبلوماسية الرئاسة المصرية..وقمة «الأخوة» العربية

لعبت مصر دورا محوريا في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة فهي صاحبة تاريخ طويل من الحكمة السياسية جعلتها ركيزة أساسية في معالجة الأزمات الإقليمية لتؤكد أنها قوى مؤثرة لايستهان بها في الأوساط الدولية.
وفي ظل الظروف الراهنة تبرز الدبلوماسية الرئاسية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ليظهر جهودا استثنائية في التعامل مع الأزمة حول قطاع غزة لتقف مصر بثبات أمام الضغوط الخارجية متبنية مواقف واضحة ومؤكده أن السلام العادل ليس خيارا بل هو ضرورة لإستقرار المنطقة بل والعالم بأسره ،حيث أظهر الرئيس السيسي خلال لقائه مع السيد "رونالد لاودر" رئيس الكونجرس اليهودي العالمي، نموذجاً واضحاً للدبلوماسية الرئاسية الفاعلة، حيث أكد الرئيس موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية مشددا على أهمية إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، كسبيل وحيد لتحقيق سلام عادل وشامل.
فالرؤية المصرية، كما أوضحها السيد الرئيس، لم تقتصر على الدعوة لوقف إطلاق النار فحسب، بل امتدت لتشمل ضرورة البدء الفوري في إعادة إعمار غزة مع ضمان عدم تهجير سكان القطاع، رغم الضغوط الدولية والإقليمية التي تحاول فرض حلول تتجاهل حقوق الفلسطينيين التاريخية والإنسانية،مما يعكس دبلوماسية رئاسية مصرية قائمة على الحكمة والاعتدال.
لقد نجحت مصر في تأكيد ريادتها الإقليمية من خلال الحوار المسؤول، والرؤية الاستراتيجية الواضحة، والتحركات المدروسة ، حيث نجد أن رئيس الكونجرس اليهودي العالمي قد أشار في بيان عقب مقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى سعادته بزيارة مصر، مؤكدا أن اللقاء مع السيد الرئيس كان ممتازًا ومفيدًا، مشددًا على أهمية مصر، وأن العلاقة المصرية الأمريكية محورية لاستقرار المنطقة، وأن الكونجرس اليهودي العالمي يدعم جميع الجهود للحفاظ على الاستقرار والسلام في المنطقة، مشيراً إلى تطلعه للمقترح المصري/العربي بشأن غزة، ومشدداً على أن السلام هو الأمل وأنه يتعين تحقيقه من خلال حل الدولتين.
لتثبت القيادة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن الدبلوماسية الرئاسية ليست مجرد نهج مرحلي، بل أداة استراتيجية ستتعامل معها الأوساط السياسية بكثير من الاهتمام والتداول في المستقبل، وسيصبح هذا المصطلح رمزاً للفاعلية والحنكة السياسية التي تميزت بها مصر في إدارة الأزمات وتوجيه مساراتها بما يخدم الأمن القومي والاستقرار الإقليمي.
وفي نفس السياق نجد أن القمة العربية غير الرسمية الأخيرة التي عقدت في الرياض،تعكس أهمية التشاور غير الرسمي بين القادة العرب، حيث تعتبر فرصة لبحث الملفات المشتركة بعيداً عن التعقيدات البروتوكولية.
وحضور قادة دول الخليج والأردن ومصر يعكس مدى الإرادة الحقيقية لتعزيز سبل التعاون في ظل الأزمات التي تواجه المنطقة، مثل التحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية.
وأهم ما يميزهذه القمة تركيزها على تعزيز علاقات الأخوة التي تجمع القادة العرب، مع التأكيد على أن القضايا الكبرى، مثل العمل العربي المشترك، ستتم مناقشتها بشكل موسع في القمة العربية الطارئة القادمة التي ستعقد في مصر.
فالوحدة العربية ليست مجرد هدف سياسي، بل هي ضرورة لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية فجميع المخططات التي تسعى لتقسيم "الشرق الأوسط" هدفها استمرارحالة الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة العربية، بالإضافة إلى تقويض مشاريع التكامل العربي.. سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي لعرقلة أي جهود للوحدة أو التعاون بين الدول العربية.
ومن ثم فإن هذه القمم، سواء الرسمية أو غير الرسمية، تمثل خطوات على طريق طويل، يتطلب العمل والإرادة والالتزام بتحقيق مصالح الشعوب العربية.