دار الأوبرا المصرية.. منارة الإبداع التي تضيء سماء القاهرة منذ 150 عامًا

Oct 26, 2025 - 07:23
دار الأوبرا المصرية.. منارة الإبداع التي تضيء سماء القاهرة منذ 150 عامًا

تناول برنامج «هذا الصباح» المذاع على قناة النيل للأخبار تقريرًا خاصًا حول دار الأوبرا المصرية، أعدته سمر صلاح وقدّمت التعليق الصوتي شيرين الشافعي، استعرض فيه التاريخ الفني والثقافي العريق لهذه المنارة الفنية التي تُعد أحد أبرز رموز القاهرة الحديثة.

على ضفاف نهر النيل وأمام كوبري قصر النيل الشهير، تتربع دار الأوبرا المصرية شامخة كأحد أهم الصروح الثقافية في العالم العربي، شاهدة على أكثر من 150 عامًا من الإبداع الفني والمعماري. في ميدان يحمل اسمها وتزينه أربعة سباع أسطورية، تقف الأوبرا رمزًا للتنوير والجمال والفن الراقي.

بداية الحكاية مع الخديوي إسماعيل

تعود جذور الأوبرا المصرية إلى عام 1869 حين أمر الخديوي إسماعيل ببنائها تزامنًا مع احتفالات افتتاح قناة السويس، لتكون "الأوبرا الخديوية" أول دار أوبرا في إفريقيا والعالم العربي.

شُيّدت خلال ستة أشهر فقط بتصميم المهندسين الإيطاليين بيترو أفوسكاني وروتسيي، وافتُتحت في الأول من نوفمبر بعرض أوبرا «ريغوليتو» للموسيقار العالمي جوزيبي فيردي، بحضور ملوك وأمراء أوروبا.

ومنذ ذلك الحين، تولّى إدارتها نخبة من الفنانين البارزين، منهم سليمان نجيب وعبدالرحمن صدقي ومحمود النحاس، لترسخ مكانتها كأيقونة فنية تُمثل الريادة المصرية في الشرق الأوسط وإفريقيا.

حريق الأوبرا القديمة وبزوغ فجر جديد

في فجر يوم 28 أكتوبر 1971، اندلع حريق هائل أتى على مبنى الأوبرا الخديوية بالكامل، ليُسدل الستار مؤقتًا على فصلٍ من فصول الفن المصري.

لكن الإرادة الثقافية لمصر لم تنطفئ؛ فبعد 17 عامًا من الغياب، افتُتحت دار الأوبرا المصرية الجديدة في 10 أكتوبر 1988 بموقعها الحالي في أرض الجزيرة بالقاهرة.

جاء التصميم على الطراز الإسلامي الحديث، وضم ثلاثة مسارح كبرى ومراكز ثقافية متعددة، لتعود الأوبرا إلى جمهورها أكثر إشراقًا وتأثيرًا.

منارة مستمرة للفنون والثقافة

منذ افتتاحها الجديد، أصبحت دار الأوبرا المصرية مركز إشعاع فني وثقافي يحتضن روائع الموسيقى والأوبرا والباليه والعروض المسرحية والغنائية.

قدّمت عبر مسارحها أجيالًا من المبدعين المصريين والعرب والعالميين، وأسهمت في بناء جسرٍ حضاري يربط بين الماضي العريق والحاضر المتجدد.

واليوم، تواصل الأوبرا أداء رسالتها في نشر الفنون الرفيعة وتعزيز الهوية الثقافية المصرية والعربية، لتظل عنوانًا للإبداع الذي لا يخبو نوره.

خاتمة

إن دار الأوبرا المصرية ليست مجرد مبنى أو مسرح، بل رمز وطني وثقافي خالد يجسد روح مصر الحضارية، ويؤكد أن الفن باقٍ ما بقيت الحياة.

منذ نشأتها وحتى اليوم، تظل الأوبرا المصرية منارةً تضيء سماء القاهرة والعالم بالفن والجمال والإبداع.