حسن أحمد يكتب: «الهبل الأمريكي»

لا يمكن إنكار أن الولايات المتحدة الأمريكية قوة عظمى، ولكن في كثير من الأحيان، تُثير سياساتها وتصرفاتها على المستوى الداخلي والخارجي استغراب العالم، حتى أصبح البعض يطلق عليها مصطلح "الهبل الأمريكي" لوصف المواقف الغريبة، والتناقضات العجيبة التي تصدر عنها.
الهبل في السياسة الخارجية
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، انتهجت أمريكا سياسة التدخل في شؤون الدول الأخرى تحت شعارات مثل "نشر الديمقراطية" و"حماية حقوق الإنسان"، لكنها في الواقع كانت تُمارس ازدواجية المعايير بشكل فجّ.
• دعمت الانقلابات العسكرية في دول عديدة مثل تشيلي وإيران، لكنها تدّعي أنها تحارب "الأنظمة الاستبدادية".
• تغزو العراق بحجة أسلحة الدمار الشامل التي لم تكن موجودة، ثم تتركه غارقًا في الفوضى.
• تفرض عقوبات على دول تتهمها بانتهاك حقوق الإنسان، بينما تغضّ الطرف عن انتهاكات حلفائها.
الهبل الإعلامي والترويج للأوهام
الإعلام الأمريكي يتمتع بقوة هائلة في تشكيل الرأي العام، لكنه أيضًا مسؤول عن نشر "الهبل" بأشكال مختلفة، مثل:
• تصوير الجيش الأمريكي كأنه لا يُهزم، بينما انسحب من فيتنام وأفغانستان مهزومًا.
• تقديم هوليوود لصورة مثالية عن "الحلم الأمريكي"، بينما يعاني الملايين من الفقر والتشرد.
• تضخيم قضايا داخلية مثل حقوق الإنسان، بينما تُمارس الشرطة عنفًا مفرطًا ضد الأقليات العرقية.
الهبل الثقافي والاجتماعي
على المستوى الاجتماعي، يُلاحظ أن المجتمع الأمريكي يعاني من انفصال عن الواقع في بعض القضايا:
• سياسات الهوية والتطرف في الدفاع عن الأفكار الليبرالية، لدرجة فرض قيود على حرية التعبير نفسها.
• صعود نظريات المؤامرة مثل أن الأرض مسطحة، أو أن الحكومة تسيطر على العقول عن طريق اللقاحات!
• تقنين المخدرات في بعض الولايات، بينما يُحاكم شخص آخر بالسجن بسبب قضية بسيطة.
خلاصة القول:
"الهبل الأمريكي" ليس مجرد تصرفات فردية، بل هو نهج عام يجمع بين التناقضات الصارخة، والمواقف غير المنطقية. وبينما تحاول أمريكا تصدير نفسها كرمز للعقلانية والحرية، فإن سياساتها وأفعالها تثبت العكس تمامًا.
ولنا لقاء أخر يسرد الكثير من "الهبل الأمريكي"