تحرك عاجل وخطة طوارئ أنقذت شبكة الاتصالات من الانهيار

كتبت: شروق حمدي مصطفى 

في أول توضيح رسمي بشأن أزمة الحريق الذي اندلع بـ"سنترال رمسيس" مساء الإثنين 7 يوليو الجاري، أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن البنية التحتية لقطاع الاتصالات في مصر نجحت في تجاوز الأزمة دون انهيار، بفضل "الازدواجية والتبادلية" في تشغيل الشبكة.

وجاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي لرئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والذي شهد استعراضًا شاملًا من الوزير لكيفية إدارة الأزمة منذ لحظاتها الأولى وحتى بدء استعادة الخدمات تدريجيًا.

وأوضح طلعت أن الحريق بدأ في إحدى غرف الطابق السابع، وامتد سريعًا بفعل وجود مواسير تمر عبرها كابلات كهربائية، الأمر الذي ساعد في انتقال النيران إلى طوابق وغرف متعددة، قبل وصول قوات الحماية المدنية التي خاضت "ملحمة شجاعة" على مدار أكثر من 12 ساعة لاحتواء النيران.

خطة طوارئ متعددة المراحل

الوزير أشار إلى أن الوزارة اعتمدت على خطة بديلة (ب) فور اندلاع الحريق، والتي تضمنت تحويل جزء من الأحمال إلى سنترالات أخرى، ثم تم الانتقال إلى خطة (ج) بعد اتضاح استحالة عودة "سنترال رمسيس" للخدمة في وقت قريب، ما تطلب عزل السنترال كليًا وتحويل الأحمال بالكامل على نطاق الشبكة الوطنية.

وأشار إلى أن هذه الآلية لم تكن بسيطة، بل تطلبت تدخلات فنية معقدة لتنفيذ عمليات التحويل، خاصة أن البنية التحتية تخدم ما يقرب من 120 مليون خط محمول وأكثر من 15 مليون خط أرضي.

الخدمات لم تنقطع بالكامل

وخلافًا لما تداوله البعض، شدد الوزير على أن خدمات الاتصالات لم تنقطع بالكامل، مدللًا على ذلك بأن "موجات التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأزمة كانت في ذروتها"، وهو ما يثبت أن الإنترنت ظل يعمل، وأن منظومة الاتصالات لم تنهَر كما قد يُظن.

كما أوضح أن خدمات السحب الإلكتروني، واستخدام بطاقات الدفع، والمحافظ الذكية، وتطبيقات التحويلات المالية عادت الآن للعمل بكامل طاقتها.

جهود لإعادة الخدمة للمناطق المتأثرة

وفيما يتعلق بالمناطق المحيطة بموقع الحريق، قال طلعت إن هناك حوالي 50 ألف مشترك تضرروا من انقطاع الخدمة، لكن تم بالفعل إعادة الاتصالات لـ 24,400 منهم حتى صباح اليوم، على أن تستكمل عملية الاستعادة تدريجيًا خلال اليوم نفسه.

وأشار الوزير إلى أن هناك جهودًا إضافية تُبذل لاستعادة خدمات الإنترنت الثابت لبعض المؤسسات والشركات، وأنها قيد الانتهاء.

لجنة فنية للتحقيق والتحصين المستقبلي

واختتم الدكتور عمرو طلعت تصريحاته بالإعلان عن تشكيل لجنة فنية متخصصة لفحص ملابسات الحريق، وتقديم توصيات وقائية تضمن منع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلًا، فضلًا عن إعادة تأهيل "سنترال رمسيس" بأسرع وقت ممكن.