انسياق الفتيات وراء الموضة: "بين الإبهار وفقدان الهوية"
كتبت : أميرة الجارحي
لا يمكن إنكار أن الموضة هي جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فهي تعكس التغيرات الثقافية والاجتماعية في العالم. لكن، في ظل هذا الانفتاح الكبير على كل ما هو جديد وغريب، باتت بعض الفتيات ينسقن وراء الموضة بشكل أعمى، غير مدركات أنهن في بعض الأحيان يتخلين عن قيمهن، عاداتهن، وتقاليدهن التي تعد جزءًا أصيلًا من هويتهن.
هل الموضة تعبير عن الذات أم انسياق أعمى؟
في نظري، الموضة ليست مجرد اختيار لقطعة ملابس، بل هي وسيلة للتعبير عن الشخصية. ومع ذلك، هناك فرق كبير بين التعبير عن الذات والانسياق وراء صيحات لا تمت لنا بصلة، لا من قريب ولا من بعيد.
عندما أرى فتاة ترتدي ملابس تكاد تكون نسخة طبق الأصل مما ترتديه إحدى النجمات العالميات، دون أن تفكر في مدى ملاءمة هذه الملابس لبيئتها أو قيمها، أشعر بالحزن. أين هويتها؟ أين بصمتها الخاصة؟
إنني لا أعترض على متابعة الموضة، بل أشجع على التجديد والإبداع، لكن بشرط أن يكون ذلك متسقًا مع قيمنا الثقافية والاجتماعية. فالعادات والتقاليد ليست قيودًا تمنعنا من التطور، بل هي الجذور التي تمنحنا القوة والثبات وسط هذا العالم المتغير.
ضغوط السوشيال ميديا وتأثيرها
من أهم الأسباب التي تدفع الفتيات للانسياق وراء الموضة بشكل أعمى هو ضغط مواقع التواصل الاجتماعي. فالمشاهير والمؤثرون يعرضون يوميًا أحدث الصيحات بأسلوب مبهر يجعل الفتيات يشعرن أنهن بحاجة إلى تقليدهم ليصبحن "مقبولات" أو "رائعات".
لكن هل فكرت أي فتاة أن تلك الصور التي تراها قد تكون بعيدة عن الواقع؟ هل سألت نفسها: هل أرتدي هذا لأني أحبّه فعلاً أم لأنني أريد أن أشبه الآخرين؟
بين التقدم والتمسك بالهوية
من وجهة نظري، يمكن للفتاة أن تكون مواكبة للموضة دون أن تتخلى عن هويتها أو تقاليدها. ليس من العيب أن نستلهم من الثقافات الأخرى، لكن العيب هو أن نتخلى عن ثقافتنا بالكامل في سبيل التقليد.
على الفتاة أن تتذكر دائمًا أن الأناقة الحقيقية تأتي من الداخل، من احترام الذات والتمسك بالقيم. الملابس تعكس جزءًا منا، لكنها لا تعبر عنا بالكامل.
رسالة أخيرة
إلى كل فتاة: لا تجعلي الموضة تقودكِ، بل كوني أنتِ من تقود الموضة. اختاري ما يناسبكِ وما يجعلكِ فخورة بهويتكِ. التوازن بين الحداثة والتقاليد هو مفتاح الأناقة الحقيقية، والجمال الذي يدوم هو الجمال الذي ينبع من
احترامكِ لنفسكِ ولجذوركِ.