الناظر «علاء ولي الدين » من بداية فنية مبكرة إلى رحيل مفاجئ ترك أثرًا لا يُنسى

كتبت: نور التلباني
في مثل هذا اليوم، 11 فبراير، يمر 22 عامًا على رحيل الفنان الكوميدي الكبير علاء ولي الدين، الذي يعتبر واحداً من أبرز نجوم الكوميديا في تاريخ السينما المصرية. رحيله المفاجئ ترك فراغاً كبيراً في عالم الفن، لكن أعماله وأسلوبه الفريد في الكوميديا استمرت في إضحاك الملايين من جمهوره، ليبقى اسمه محفورًا في ذاكرة السينما المصرية.
الطفولة والنشأة:
وُلد علاء ولي الدين في 28 سبتمبر 1963 في محافظة المنيا، وتربى في القاهرة حيث درس في مدرسة مصر الجديدة الثانوية العسكرية. بعد إتمام دراسته الثانوية، التحق بكلية التجارة في جامعة القاهرة، وحصل على شهادته عام 1985. كانت هذه بداية انطلاقته نحو عالم الفن، حيث بدأ مشواره الفني في وقت مبكر، قبل أن يصبح من أبرز نجوم الكوميديا في التسعينات.
البداية الفنية ومسيرته المميزة:
على الرغم من بداية علاء ولي الدين في أدوار صغيرة في أفلام الزعيم عادل إمام، إلا أنه سرعان ما أثبت موهبته الفائقة، ليبدأ في التربع على عرش الكوميديا. تألق في العديد من الأفلام التي حققت نجاحاً كبيراً، مثل "عبود على الحدود"، و"الناظر"، و"ابن عز". كان ولي الدين صاحب رؤية فنية مبتكرة، حيث قدّم الكثير من الوجوه الشابة التي أثبتت جدارتها لاحقاً في عالم الفن.
لكن أهم ما يميز مسيرته الفنية هو دعمه الكبير للأجيال الجديدة من الفنانين، وكان له الفضل في تقديم العديد من النجوم الذين أصبحوا من أبرز نجوم السينما المصرية، مثل أحمد حلمي، كريم عبد العزيز، ومحمود عبد المغني. كان فيلم "عبود على الحدود" نقطة انطلاق لهم، وهو الفيلم الذي جمعهم لأول مرة مع علاء في بطولته، لتبدأ مسيرتهم الفنية التي لا تزال مستمرة حتى الآن.
شخصية "اللمبي" وأفلامه المميزة:
من أبرز ما قدمه علاء ولي الدين للجمهور هو فيلم "الناظر"، الذي شهد بداية ظهور شخصية "اللمبي" الشهيرة. هذه الشخصية، التي قدمها محمد سعد بعد ذلك في العديد من الأفلام، كانت من ابتكار ولي الدين في "الناظر"، وهو ما يعكس براعته في اكتشاف وتقديم أفكار جديدة في السينما المصرية.
إنجازات وظهورات غير تقليدية:
لم تقتصر موهبة علاء ولي الدين على السينما والمسرح فقط، بل كان له ظهور مميز في عالم الموسيقى والفيديو كليبات، حيث ظهر في فيديو كليب "راجعين" لعمرو دياب في عام 1995. وكان هذا الظهور يضج بالحياة، وجمعه مع عدد من النجوم مثل غادة عادل وعزت أبو عوف، ليُظهر جانباً آخر من شخصيته المتعددة المواهب.
الرحيل المبكر:
رحيل علاء ولي الدين عن عالمنا في 11 فبراير 2003، عن عمر ناهز 39 عامًا إثر مضاعفات مرض السكري، شكل صدمة للفن المصري وجمهوره. كان في أول أيام عيد الأضحى، مما زاد من وقع الحزن على قلوب محبيه. لكن رغم وفاته المبكرة، كانت أعماله ولا تزال حية في قلوب محبيه، وظلت أفلامه تذكره بكل حب ووفاء.
استمرار إرثه الفني:
رغم غيابه، إلا أن علاء ولي الدين ما زال حاضرًا في السينما المصرية، ليس فقط من خلال أعماله، ولكن أيضًا من خلال تأثيره الكبير على أجيال من الفنانين الذين تربوا على يديه واعتبروا أعماله مرجعية للضحك والكوميديا. سيظل اسمه واحدًا من الوجوه البارزة التي ساهمت في رسم معالم السينما الكوميدية في مصر.
ختاماً:
سيظل علاء ولي الدين في قلوب جمهور السينما المصرية، رمزاً للكوميديا والموهبة الفائقة، وصانعًا للنجوم. فقد ترك إرثًا فنيًا لا يُنسى، وأثبت أنه كان واحدًا من أبرز الفنانين الذين غيروا شكل السينما المصرية. رحيله كان مبكرًا، لكن أعماله وأسلوبه الفكاهي سيظل حاضرًا في الذاكرة للأبد، حيث يعد جزءًا أساسيًا من تاريخ الكوميديا في مصر.