الكاتب الصحفي مصطفى صلاح: الأزهر وبيت العائلة.. ضمير الوطن وصوت الرحمة في مواجهة دعاة الكراهية
كتبت: داليا اباظه
أكد الكاتب الصحفي مصطفى صلاح أن حلقة برنامج "واجه الصحافة" التي تناولت دور الأزهر الشريف وبيت العائلة المصرية في دعم قيم التسامح والمواطنة، جاءت لتعيد للإعلام الوطني معناه الحقيقي ودوره في بناء وعي جمعي يليق بمصر وتاريخها.
وقال صلاح في تصريحات خاصة إن ما قدمه البرنامج من مضمون فكري ومناقشات عميقة، يعكس وعي الدولة المصرية بأهمية الإعلام كقوة ناعمة في معركة الوعي، مشيرًا إلى أن "بيت العائلة المصرية ليس مجرد كيان ديني أو رمزي، بل هو درع الوطن الروحي الذي يحمي نسيجه من محاولات الفتنة والانقسام".
وأضاف قائلاً: "حين يجلس الإعلام والدين والثقافة على مائدة واحدة، كما حدث في حلقة واجه الصحافة، فذلك يعني أن مصر تسير في الاتجاه الصحيح.. لأنها تدرك أن بناء الإنسان هو أساس بقاء الوطن".
وأوضح مصطفى صلاح أن استضافة الدكتور مصطفى عبد الغني أمين عام بيت العائلة المصرية ونائب رئيس جامعة الأزهر، جاءت في توقيت بالغ الأهمية، خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من صراعات فكرية ومذهبية تحاول النيل من استقرار الشعوب.
وقال إن الحلقة كشفت بوضوح أن مصر تخوض حربًا فكرية بقدر ما تخوض حربًا أمنية، وأن سلاحها الأول هو الوعي والعقل المستنير الذي يعيد تعريف الانتماء والمواطنة.
وأضاف: "الأزهر وبيت العائلة ليسا مؤسستين منفصلتين عن جسد الدولة، بل هما جزء من ضميرها.. صوت مصر حين تتحدث باسم الرحمة، ووجهها الإنساني حين ترد على دعاة الكراهية".
وأشار الكاتب الصحفي إلى أن الحلقة جسدت روح الدولة المصرية التي تسعى إلى صناعة التماسك الاجتماعي لا بالشعارات، بل بالفعل والقدوة، مؤكدًا أن ما يقوم به بيت العائلة من جهود في المصالحات المجتمعية ومواجهة خطاب العنف يمثل "الجبهة الهادئة التي تحمي الوطن من نار الفتنة قبل أن تشتعل".
وتابع قائلاً: "مصر التي علمت العالم معنى الحضارة، لن تسمح أن تُسرق منها نعمة التعايش.. فالمواطنة ليست شعارًا سياسيًا، بل عقيدة مصرية عاشت بها الأديان جنبًا إلى جنب منذ آلاف السنين".
وأكد مصطفى صلاح أن الإعلام المصري حين يتناول مثل هذه الموضوعات، فإنه يعيد لنفسه مكانته كـ"إعلام دولة"، لا مجرد ناقل للأحداث، مشيرًا إلى أن حلقة "واجه الصحافة" قدمت نموذجًا للمهنية والالتزام الوطني، من خلال طرح الأسئلة الجريئة وتسليط الضوء على الدور الواقعي للأزهر وبيت العائلة في محاربة الفكر المتطرف.
وقال: "الوعي هو خط الدفاع الأول عن الدولة المصرية.. والمعركة الآن ليست في الميدان فقط، بل في العقول. ومن يشاهد تلك الحلقة يدرك أن مصر تبني جيلاً جديدًا يعرف كيف يواجه التطرف بالفكر، وكيف يحمي وطنه بالحوار لا بالعنف".
وأشار صلاح إلى أن زيارة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب إلى العاصمة الإيطالية روما، والتي تزامنت مع عرض الحلقة، حملت رسالة عالمية مفادها أن مصر تقود معركة السلام من الداخل والخارج معًا، وأن الأزهر هو ضمير الأمة وصوتها العاقل في عالم يموج بالكراهية.
واختتم الكاتب الصحفي تصريحاته قائلاً: "حلقة واجه الصحافة لم تكن مجرد برنامج.. كانت بيانًا وطنيًا على لسان مصر، يؤكد أن بناء الوعي ليس ترفًا، بل ضرورة وجود.. وأن بيت العائلة المصرية هو المعنى الحقيقي للوطن حين يتسع للجميع".