الكاتب الشاب أحمد ناصر: أكتب أدب الرعب لأكشف الخفايا التي لم يتجرأ أحد على الاقتراب منها

أبريل 21, 2025 - 01:50
الكاتب الشاب أحمد ناصر: أكتب أدب الرعب لأكشف الخفايا التي لم يتجرأ أحد على الاقتراب منها

حوار: ياسمين مجدي عبده

في عالمٍ يزداد ظلامًا يومًا بعد يوم، يظل هناك دائمًا بصيص من النور يضيء قلوبنا بالأمل والإيجابية. أملٌ يمنحنا دفعة جديدة في كل صباح، نتطلع خلاله إلى أحلامنا ونؤمن بأنها ستتحقق يومًا ما.

ومن بين تلك الأحلام التي بدأت صغيرة، نجد حلم "الكاتب الشاب أحمد ناصر" الذي يسعى بكل شغف لتقديم أدب مختلف، ينبض بالإثارة والتشويق، وينتمي إلى أحد أكثر الأنواع الأدبية تعقيدًا وهو أدب الرعب. في هذا الحوار الحصري، حدثنا أحمد ناصر عن بداياته، وشغفه بالكتابة، وتفاصيل تجربته الأولى في النشر، فإلى نص الحوار:

- بدايةً، من هو أحمد ناصر؟

اسمي أحمد ناصر، أبلغ من العمر 22 عامًا، من القاهرة. أدرس في الفرقة الرابعة بكلية الحقوق – جامعة حلوان. أكتب في مجال أدب الرعب، وأسعى إلى ترك بصمة في عالم الكتابة الأدبية.

- هل كانت الكتابة جزءًا من طفولتك؟ أم أنها موهبة اكتشفتها لاحقًا؟

في الحقيقة، كنت دائمًا شغوفًا بعالم الرعب منذ طفولتي. لكن في سن السابعة عشرة بدأت قراءة الروايات ووقعت في حب هذا العالم. كنت ولا أزال أستمع إلى قصص الرعب التي يرويها أحمد يونس، وقد قابلته في معرض الكتاب عام 2020 وشجعني كثيرًا، وكانت تلك اللحظة بداية حلمي الحقيقي.

- من كان أول من دعمك في بداية مسيرتك الأدبية؟

أهلي وأصدقائي كانوا الداعمين الأول لي، ولم يبخلوا عليّ أبدًا بالتشجيع والنصح.

- حدثنا عن روايتك الأولى.

أول كتاب كتبته كان بعنوان "كشف الخفايا: دماء على عتبات الكنوز"، وقد استغرقت كتابته سنة ونصف. تعاقدت على نشره مع دار "كيانك" في عام 2024. حقق الكتاب نجاحًا ملحوظًا، حيث كان الأكثر مبيعًا في جناح الدار بمعرض الساقية، كما حصل على المركز الثالث في قائمة الأكثر مبيعًا بجناح الدار في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025.

- كيف تختار مواضيع أعمالك؟ ولماذا اخترت أدب الرعب تحديدًا؟

اختيار المواضيع يعتمد بشكل كبير على الواقع والأحداث الغامضة، أحاول دائمًا الغوص في الأسرار التي لم يُسلَّط الضوء عليها من قبل. أما عن اختياري لأدب الرعب، فرغم صعوبته، شعرت بأنه النوع الأدبي الذي أستطيع أن أقدّم من خلاله شيئًا مختلفًا ومؤثرًا.

- ما رأيك في النشر الورقي ومزاياه وعيوبه؟

من أبرز مزاياه انتشار العمل الأدبي في المعارض المحلية والدولية، والوصول إلى شريحة واسعة من القراء. لكن من عيوبه أن بعض الأعمال قد تتعرض للسرقة أو التزوير، ولهذا أنصح دائمًا بضمان الحقوق القانونية للكاتب قبل النشر.

- هل ترى أن الكتابة وسيلة للتعبير عن الذات أم أداة لنقل رسائل إلى القارئ؟

هي الإثنان معًا. أكتب لأعبّر عن مشاعري، سواء كنت حزينًا، سعيدًا، متوترًا أو مكتئبًا، الكتابة بالنسبة لي هي علاج روحي. وأحيانًا أستخدم كتاباتي لتوصيل رسالة تحمل في طياتها لغزًا أو دعوة للتفكير.

- كيف تتعامل مع النقد؟

أستقبل النقد بهدوء، وأرحّب بأي ملاحظة بنّاءة. المهم أن يكون النقد موضوعيًا ومحددًا، حتى أتمكن من تطوير نفسي وأعمالي المستقبلية. أما النقد الجارح أو غير المبرر، فلا ألتفت إليه.

- حدثنا عن تجربة شعرت فيها بالفشل ثم تحولت إلى نجاح؟

كتبت سابقًا ثلاث روايات قصيرة كسلسلة مبدئية، وبعدها شعرت أنها لا تمثل أقصى طاقتي. قررت أن أطور من نفسي وأعمل على مشروع أدبي أكبر، فكان "كشف الخفايا" أولى أعمالي الحقيقية.

- هل الكتابة تمثل نوعًا من العلاج النفسي بالنسبة لك؟

بلا شك. أعتبر الكتابة وسيلتي الخاصة لتفريغ الضغوط النفسية. عندما أمر بظرف صعب، لا أتحدث كثيرًا، بل أكتب، وأشعر بعدها براحة كبيرة.

- في رأيك، لماذا تراجع الأدب الرومانسي لصالح أدب الرعب والفانتازيا؟

لا أعتقد أن الأدب الرومانسي قد اختفى، لكنه نوع أدبي صعب، ولا يستطيع أي كاتب أن يكتبه بإتقان إلا إذا كان محترفًا. وأعتقد أننا سنرى قريبًا جيلًا جديدًا من "فرسان الرومانسية".

- بعيدًا عن الكتابة، هل لديك هوايات أخرى؟

كنت أمارس الرسم سابقًا، وكنت شغوفًا بالفن التشكيلي، لكنني تفرغت للكتابة، خاصة أدب الرعب، لأنه بات يحتل المساحة الأكبر في حياتي الإبداعية.

- ما هو جديدك القادم؟

انتهيت مؤخرًا من كتابة الجزء الثاني من روايتي، بعنوان "أماكن محظورة على البشر". أعمل حاليًا على مراجعته وتنقيحه ليكون جاهزًا للنشر قريبًا.

- أخيرًا، كيف تقيم هذا الحوار؟

كان حوارًا جميلًا جدًا، وشرفت بالحديث معكم. أشكركم على هذه الفرصة.