أحمد زكريا يكتب: مصر والمصريين والجيش المصري عندما يبدأ التاريخ وينتهي

يناير 31, 2025 - 12:20
Feb 9, 2025 - 15:48
أحمد زكريا يكتب: مصر والمصريين والجيش المصري عندما يبدأ التاريخ وينتهي

إن دراسة التاريخ هي استشراف للمستقبل ولأن دروس التاريخ تتكرر وتدور عجله الزمن فتحوي الأيام والأزمنة قصصا عبر التاريخ القديم والحديث ومنها العبر ونستخلص منها الدروس وكما قال أحد المفكرين : من لم يقرا درس التاريخ كتب عليه أن يعيده مرة أخرى، لذا قد وجب علينا أن نقرأ التاريخ قراءه التحليل والتدقيق لنأخذ حذرنا من أعدائنا 

الذين يتربصون بنا الدوائر ولنفهم حركه التاريخ الدائرة المستمرة التي تسحق من لم يفهمها، فممالك تقوم على أنقاض ممالك أخرى لا لشيء ولكن لأن من عاندوا فهم التاريخ ولم يقرأوه داسهم التاريخ بعجلاته الزمنية فمثلا نجد أن نابليون لم يتعلم من الإنجليز عندما غزو روسيا فمنوا بهزيمة عسكرية لاتساع رقعة الدوله القيصرية فكتب عليه أن يباد ٩٠٠ ألف جندي من جنوده البالغ عددهم ٩٢٥ ألف وكذلك هتلر عندما أرغم جيوشه النازية على دخول الأصقاع الروسية في وقت الشتاء دون انتظار الإمدادات فهو الآخر لم يتعلم من نابليون ولم يقرأ التاريخ جيدا فأبيدت فرق كامله للألمان بل جيوش.

ما عرف بلد من بلدان العالم ذكر بالتكريم في الكتب السماويه الثلاث مثل مصر فلقد ذكرت في التوراة أن من مسها بسوء قصمه الله وذكرت في القرآن في خمس مواضع بالاسم وفي ٢٨ موضعا بالإشارة ولما سمع عن المعجزات والعجائب من سيدنا عيسى في صغره وخافت عليه أمه السيده مريم العذراء من القتل على يد بني اسرائيل أوحى الله لها بأن تنطلق به إلى أرض مصر لما فيها من الأمن والأمان، ومصر قد تولى أمر اقتصادها سيدنا يوسف عليه السلام فصار وزيرا للاقتصاد في عهد أمنحوتب بالرابع

عندما عرفت مصر ديانة التوحيد وذكرت في الأحاديث الشريفة حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث مرفوع ( إن الله سيفتح عليكم بعدي مصر، فاستوصوا بقبطها خيرا فإن لكم منهم صهرا وذمة ) ، فلقد تزوج إبراهيم عليه السلام بهاجر أم سيدنا إسماعيل وكانت من قريه الفرما ويوسف تزوجت تزوج ببنت أمير عين شمس وتزوج رسول الله بماريا القبطية وروي أن يوسف الصديق عندما دخلها قال: اللهم إني غريب فحببها إلي وإلى كل غريب فاستجيبت دعوته فما يدخل مصر غريب حتى الآن إلا ويحبها ويحب المقام بها وسميت مصر على اسم مصريم بن بيصر بن حام بن نوح، بعدما دعا له جده نوح بأن يبارك الله فيه وفي أولاده وأن يسكن الأرض المباركة فكان أول من سكن مصر بعد الطوفان مصريم وبه سميت مصر وعن عبد الحكم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا فهم خير أجناد الأرض فقال أبو بكر لم يا رسول الله؟ قال لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال قسمت البركه 10 أجزاء ففي مصر بركة أضعاف ما في جميع الأرضين

وعن أبي موسى الأشعري قال أهل مصر الجند الضعيف ما كادهم أحد الا كفاهم الله موتته، وسكن بمصر من الأنبياء سيدنا إدريس عليه السلام وقد جمع النبوة والملك الحكمة وكان بها انيمايتون وفيثاغورس وإليهم يوكل علم الكيمياء والنجوم وأسرار الطبيعة وبن سينا وجالينوس الطبيب ومن فضائلها أن الأنبياء قد دعوا لها فعن عبد الله بن عمر قال لما خلق الله تعالى ادم ومثل له الدنيا شرقها وغربها وسهولها وجبالها وبرها وبحرها فلما رأى مصر رأى أرضا سهلة ذات نهر جار ينحدر من سدرة المنتهى وهو أعلى مكان في الجنة وتمزجه الرحمة ورأى جبلا من جبالها مكسورا بالنور لا يخلو من نظر الرب إليه فأعجب بها آدم ودعا لمصر بالرحمة والرأفة وباركها سبع مرات فكان آدم أول من دعا لها ودعا لها نوح عليه السلام بعد الطوفان بالخصب والبركة وكلم الله موسى على جبل الطور والوادي المقدس طوى ولقد عم الله من قبلنا من الأمم بعذاب أليم فنجد أن قوم عاد أبادهم الله عن بكرة أبيهم بريح صرصر عاتية وقوم ثمود أهلكهم الله بالصيحة وقوم لوط أبيدوا وخسفت بهم الأرض ، فلا يعذب الله أبدا اهل مصر بعذاب عام فمثل ما حدث مع قارون فقد قال تعالى ولقد خسفنا به وبداره الأرض ولم يهلك مصر وأهلها على ما فيها من ظلم في ذلك الوقت وعندما أهلك فرعون وجنده بعدما عبروا اليم واغرقهم لم يهلك اهل مصر ولما جاء نابليون إلى مصر في الحمله الفرنسية قال عن أهلها : لقد خدعنا هؤلاء المستشرقون عن هذه الأمة ،إنها أمة باسلة هادئه معتزة بنفسها وكتب أخوه لوي أنهم قوم شجعان ففي الشعب رباطة جأش مدهشة فلا شيء يهزهم و الموت عند أحدهم ليس إلا كرحلة عبر المحيط الاطلنطي ووجوهنا بالمقارنة لوجوههم كوجوه الأطفال وعندما جاء نابليون مصر جاء ومعه العلماء الفرنسيين في كل مجال فطاف علماء الزراعة ببر مصر من شرقها لغربها ومن شمالها

لجنوبها وكتب كبيرهم تقريرا لنابليون يقول فيه أن مصر تصلح أرضها لزراعه جميع المحاصيل الموجوده في أقطاب الأرض الأربعة وإن مصر لو زرعت بأكملها لكفى خراجها الأرض يقصد الكرة الارضية وأما لا شك فيه أن الموقع الجغرافي لمصر جعلها مطمعا للغزاة فهي تتوسط ثلاثه قارات وتتوسط العالم القديم تطل على البحرين الأبيض والأحمر والمتتبع لتاريخ مصر يرى اتساقا ما بين حظها من البركه في القران والحديث النبوي الشريف وسعه ذكرها في الكتابين وما بين حظها الجغرافي والتاريخي وتملكها من قلب الأحداث وقلب الحروب والمعارك الفاصلة في تاريخ الأمة فالحديث الشريف الذي يذكر فيها الرسول عليه الصلاة والسلام مصر بأنها إذا فتحها الله على المسلمين فليتخذ منها جندا كثيفا فهذا الجند هم خير أجناد الأرض فعندما نضع هذا الحديث في كفة ونضع تاريخ الصراع الحربي المصري منذ قديم الأزل حتى العصور الحديثة في كفة أخرى نجد تعادلا في الكفتين غريبا فكأن الله ألهم نبيه محمد عليه الصلاة والسلام بأن مصر ستكون قلب العالمين العربي والإسلامي وأن هذا القلب عليه عبء الحرب المستمره ورد الغزاة عن الإسلام و العروبة فلابد أن يكون هذا القلب محصنا من الأعداء بكثافة الجند وكثرته وأن يكون من أكثر الجنود خيرية وللعجب لماذا لم يقل رسولنا كلمة أخرى يصف بها جند مصر مثل أقوى أجناد الأرض وذلك في اعتقادنا لأن القوة قد تكون عند أقوام ثم ترحل إلى آخرين والقوة منتهاها الضعف أما الخيرية فتظل في نفوس البشر لأن الخيرية مصدرها النماء والاستعداد للبذل ونرى ذلك في جنودنا وضباطنا في تغليبهم للمصلحة العامة على المصلحة الخاصة ثم إذا استعرضنا تاريخ مصر في سياق هذا الحديث نجد أن الذي رد بربرية الصليبيين عن العالم الاسلامي هم جند مصر في عهد صلاح الدين الايوبي كردي الأصل ومن رد همجية التتار عن مصر والعالم الاسلامي عشية سقوط الخلافة العباسية هم جند مصر و قيام الدولة المصرية الحديثه في عهد محمد علي باشا كردي الاصل من ديار بكر بسواعد حديدية وهمة عظيمة لرجال مصر وقد يتعجب القارئ العزيز من ذكري لأصول القادة الذين حكموا مصر وذكر بلادهم لكي يصل إلى الأفهام أن الجميع ذابوا في مصر ولولا الجند المصري ما كانت قواهم وما كانت خططهم وما كانت همتهم لترقى إلى شيئ لولا نصرة الجند المصري لهم وليذكر التاريخ الزعيم المصري أحمد عرابي الذي تحرك بجيشه من الفلاحين وقلة من الضباط والجند وأذاقهم بأسلحته البدائية مرارة الخسائر العظيمة ولولا الخيانة من أحد رجاله ولولا الخديعة من ديليسيبس لكانت الهزيمة المحققة في صف الإنجليز في معركه التل الكبير وعندما وصل محمد علي باشا لحكم مصر وتطورت الأحداث في عهد احتدام الصراع إلى أن حدثت المواجهه بينه وبين الدوله العثمانيه قام بدفع الجيش المصري بقياده ابراهيم باشا في اتجاه سوريا وفلسطين كما فعل نابليون من قبل ويقول المؤرخ عبد الرحمن الرافعي عن حصار ابراهيم باشا لعكا الذي بدأ في نوفمبر عام 1831 كانت عكا على جانب عظيم من المنعه فهي التي أعجزت نابليون منذ اكثر من 30 سنه عن فتحها وحدث ان وصل جيش عثماني للانقاذ عكا فترك ابراهيم باشا قوة لحصارها ثم قام بملاقاة الجيش العثماني قبل أن ان يصل الى عكا وبعد تمام هزيمته للجيش العثماني عاد بقواته إلى عكا وفتحها في عام 1832 فعكا هي التي امتنعت عن نابليون وعجز عن فتحها وارتد عنها خائبا وانتصر ابراهيم باشا في فتحها ويعد انتصاره صفحة مجد وفخر للجيش المصري

 

وقد كان لسقوط عكا تاثير ابتهاج عظيم في مصر واستقبل السوريون الجيش المصري بالزغاريد والهتاف وذلك لأنهم ولأول مرة يرون جيشا غازيا لا يعتدي على الناس ولا ينهب أرزاقهم فتذكروا مقولة المبرأ من كل عيب ونقيصة صلى الله عليه وسلم (خير أجناد الأرض )استعرضنا بعد ما قيل عن هذا الجند لعرفنا قيمته الحقيقية فيقول نابليون عنه لو كان عندي نصف هذا الجيش لغزوت العالم ويقولون نابليون الثالث عقب انتهاء حرب المكسيك في امريكا اللاتينيه والتي اشتركت فيها كتيبه مصريه فقط

قبل أن تصل الكتيبة المصرية إلى المكسيك لم نحظ بنصر واحد وبعد أن وصلت لم نمن بهزيمة واحدة ويقول الماريشال الفرنسي مارس قائد القوات التحالفيه ضد روسيا القيصرية عن الجيش المصري إن المدفعية المصرية جامحة وتضارع مدفعيات الجيوش الأجنبية ويقول أيضا لا ترسلوا لي فرقة تركيه ولكن أرسلوا لي كتيبة مصرية ، ويقول الباروني والكونت عن المصريين إن المصريين هم خير من رأيت من الجنود فهم يجمعون بين النشاط القناعة والجلد والصبر على المتاعب فهم بقليل من الخبز يسيرون طوال النهار يحدوهم الشدو والغناء ولقد رأيتهم في معركه قونيا يحاربون سبع ساعات متواصلة في خط النار محتفظين بشجاعتهم ورباطة جأش تدعو للإعجاب دون أن تختل صفوفهم لقد حارب الجيش المصري عبر العصور و الأزمنة قرابة ٩٥٥ معركه حربيه لم ينهزم فيها إلا في ١٢ معركه فقط وبعمليه حسابيه بسيطه نجد ان نسبة الهزائم إلى الانتصارات تساوي 1% او 12 في الالف ، 

ومن هذه المعارك مرورا بالعصور و الأزمنة المختلفة معركته ضد الهكسوس وقد انهزم فيها الهكسوس شر هزيمة في عهد أحمس وفي عهد تحتمس الثالث خرج الجيش المصري لآسيا ودمر تحالف فلسطيني سوري ضخم كان ينوي مهاجمه مصر في معركة كبيره سميت بمعركة مجيدو كانت من نتائجها المهمة تكوين امبراطوريه مصرية في آسيا ،ثم معركة قادش ضد الحيثيين لمن لا يعلم كانوا تحالف 12 دوله أوروبية فهزموا جميعا وانتهت بتوقيع معاهدة سلام بين الطرفين وفي عهد مرينبتاح بن رمسيس قام تحالف بين الليبيين وشعوب البحر الذين نقلوا جيشهم من آسيا الصغرى إلى ليبيا عن طريق البحر وهجموا على غرب الدلتا فخرج لهم الجيش المصري وقضى عليهم وفي العهد البطلمي هذا الجيش المصري حروبا كثيره في آسيا موسعا حدود مصر وفي عهد بطلايموس الرابع استولى انتطيخيوس الثالث سلوقيا عاصمه سوريا والتي كانت تابعه لمصر في ذلك الوقت فخرج الجيش المصري في عام 2000 في عام 217 قبل الميلاد ومعه الاسطول والفرسان واباد جيش انطوخيوس وفي العصور الوسطى واجهت مصر مؤامرات وتحالفات مسلحه خطيره لكن اكثر ما كان الخطر الصليبي والخطر المغولي حيث واجههم الجيش المصري في نفس الوقت تقريبا فكانت قواته الصليبيين تتكون من كل اوروبا تقريبا والمغول المتحالفين مع ملوك اخرين فكانوا اكبر قوتين في العالم في هذا التوقيت كانت مصر في الفتره كما يقول المؤرخ ارنولد توامبي حصنه جنوب البحر المتوسط وترازانته العسكريه المصري العمود الفقري لجيش صلاح الدين الايوبي ومصدر قوته وقد ادرك الصليبيون هذه النقطه فحولوا مسرح عملياتهم العسكرية من الشام لمصر وقرروا الاستيلاء على مصر في الحمله الخامسة والتي انتهت بهزيمة الصليبيين وفي عام 1365 دبر ملك قبرص بيير دولويزان هجوما مفاجئا على الاسكندريه ودمرها وقربها ثم على قبرص قبل وصول الجيش المصري ولان لمصر فرسان ورجال صناديد لا يناموا عن سعرهم رد الاسطول المصري الحربي زياره ملك القبرص بمهاجمه جزيره قبرص بعد 60 عاما في عهد السلطان باريسباي بهجمات عنيفه ومدمره ودمر مدنها الواحده تلو الاخرى ورفع الاعلام المصريه على مدنها وعادت القوات المصريه ومعها ملك قبرص جانوس لوزيان حفيد الملك السابق مقيدا في الاغلال اجتاح المصريين بقياده ابراهيم باشا الشام وقبلها الحجاز وصولا الى قونيا وقاربوا الوصول للاسيتانا وهزموا كل الجيوش العثمانيه في طريقهم ولولا تدخل الدول الاوروبيه لصار محمد علي سلطانا للدوله العثمانيه ولا صارت مصر في عهد الخديوي عباس الاول بطلب من السلطان العثماني فدفع بحوالي 69 الف جندي قوات بريه وحريه وحاربت الجنود كالاسود وانتصروا على الروس في عده معارك منها معركه طبيه العرب التي كبدوا فيها الروس حوالي 6000 قتيل وجريح ووصلوا الى ميناء استهبول الاوكراني مدمرين قوات العاده الروسي وهكذا حمل الجند المصري الخلافه الاسلاميه العثمانيه من السقوط بعدما تغول الروسي على السلطنه في زمان ضعفها ودفن هناك في أوبتوريا إلى جوار مسجد خان الفريق سليم فتحي باشا قائد القوات البريه المصريه مع عدد من الضباط والجنود المصريين وفي عام 73 اقتحمت القوات المصريه خط برليف في سابقه لم تحدث في التاريخ كله وفي ظروف بالغه السوء عانى فيها الجيش المصري من هزيمه عام 48 و 67 وتلك الاخيره التي وضع فيها بالادله الكافيه ان التخبط والتردد لم يكن من صفات جنودها وضباطها الاصاغر المقاتلين ومن هذه الادله عمليه اغراق المدمره ايلات التي هزت العالم كله وغيرت تكتيكات القتال في بحريات العالم اجمع معلنه للعالم كله ان العطب لم يصل للمقاتل المصري وانه موجود كما هو منذ الاف السنين شرس وصعب الميراث وظلت حرب الاستنزاف مكبده العدو الاسرائيلي مراره الهزائم غير المتوقعه حتى كانت شراره حرب اكتوبر العظيمه التي لقن فيها البطل المصري الذي لفحته شمس الصحراء الحاره دروسا للاسرائيليين في العزه والكرامه والقتال المتواصل فكان نصر اكتوبر المجيد واذا تفطى بكل ما حولنا من بلاد فارس شرقا الى تونس غربا ورايت روائع الفن الاسلامي من مساجد وماذن ومن اضرحه وقباب ومن قصور لسلاطين وامراء وما حوت من اثاث ومتاع فاعرف ان الايدي المصريه قد عملت في اقامه وصناعه هذه الروائع وانها حملت الى ارجاء العالم الاسلامي شرقا وغربا كلما اكتسبته واختزنته على مر الدهور والازماني من خبره ومهاره وفن راق مساهمه في ابداع الحضاره ان قدر مصر ان تكون في قلب العالم وقلب اليابسه تماما جغرافيا وقلب الاحداث التاريخيه على مدار السنين وقدرها ان تكون هي حاميه العرب والمسلمين على مر العصور فاذا ساق الله اليها الزعامه الجيده الصالحه فانها تخرج هذا المارد المصري من قمقمه وتعرفه قدره الحقيقي وتقود العالم ولا شك فهو صنع من مصر إمبراطورية مترامية الأطراف أساطيلها تجوب قارات العالم الثلاثي القديم فلتكن تلك رساله صادقه للجندي المصري و المواطن المصري الأصيل ليعرفا حقيقتهما وقيمتهما الحقيقية ويتذكرا أن الفارس الحقيقي هو من يحمل العلم في عقله والاخلاق في ضميري وحب الوطن في فؤاده والسيف في يده فلنكن جميعا كمصريين فرسانا اوفياء للامه جمعاء حريصين على فضيله الفداء بالروح والدماء للذود عن مصر حامية العروبة والإسلام حاضرة المجد والشرف والإباء.