قرار نهائي.. إخضاع سائقي حافلات المدارس لتحليل المخدرات

يناير 15, 2025 - 18:16
يناير 15, 2025 - 18:38
قرار نهائي.. إخضاع سائقي حافلات المدارس لتحليل المخدرات

كتب : د . مجدي كامل الهواري

في ظل انتشار حوادث الحافلات المدرسية الناجمة عن تعاطي السائقين للمخدرات، والتي يدفع ثمنها العديد من الأطفال الأبرياء، اتخذت الحكومة المصرية الكثير من الإجراءات والقرارات التي من شأنها الحد من الظاهرة والحفاظ على حياة الصغار. ومن بين هذه الإجراءات إخضاع سائقي "الاتوبيسات" إلى تحليل المخدرات.

هذا الإجراء سيتم سواء بصورة دورية داخل المدارس نفسها، أو بصورة مفاجئة تتم على الطرق، بالتعاون بين وزارات وأجهزة مختلفة مثل وزارتي التربية والتعليم والتضامن وأجهزة مكافحة الإدمان تحت شعار "الوقاية خير من الحوادث".

في هذا الصدد، يؤكد الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "هناك علاقة وثيقة بين تعاطي الحشيش والمخدرات ووقوع حوادث الطرق، حيث تزداد احتمالية وقوع مثل هذه الحوادث ثلاثة أضعاف في حالة تعاطي المواد المخدرة لأن الإدمان يؤثر على تقدير المسافات وردود الأفعال ودرجة التركيز، ولذا فإن صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي يسعى جاهدا بالتعاون مع وزارتي الصحة والداخلية لمواصلة الإجراءات الاستباقية وحملات الكشف المبكر عن تعاطى المواد المخدرة بين سائقي الاتوبيسات المدرسية تفاديا لوقوع الحوادث، حيث يتم الكشف سنويا داخل مقرات المدارس على حوالي 16 ألف سائق، وقد بدأت هذه الحملات في عام 2017 وكانت حينها نسبة السائقين المتعاطين تبلغ 12%، ومع استمرار هذه الحملات انخفضت النسبة لتصبح حاليًا 6% فقط".

ويرى عثمان أن "التشريعات القانونية الحالية كافية و مفعلة"، موضحا أنه "من خلال حملات الكشف المبكر عن تعاطى المواد المخدرة بين سائقي الاتوبيسات المدرسية يتم أخذ عينات لفحص السائقين وفي حالة الاشتباه في تعاطيهم للمخدرات يتم إرسال العينات للمعمل، وفي حالة التأكد يتم تحويل المتعاطين للنيابة العامة و فصلهم عن وظائفهم بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات التقاضي".

و أضاف أن "الاتجاه الذي يحكمنا الآن هو الوقاية أولا قبل أن تستفحل المشكلة، لذلك نحاول أن نعالج ظاهرة حوادث الطرق بالنسبة لسيارات المدارس من المنبع، لأن الدراسات أثبتت أن معظم هذه الحوادث السبب فيها قيادة السيارات في حالة من فقدان جزئي للوعي تحت تأثير المخدرات، لا سيما وأن السائقين قد يظلوا مستيقظين لأكثر من 3 أيام متتالية، وبالتالي يفقد تركيزه و يرتكب حوادث يكون الضحية فيها الصغار"، مشيرا إلى أن كثيرا من الحافلات المدرسية قد تلجأ إلى تحميل أعداد من التلاميذ أكبر من السعة الطبيعية لها.

من جانبه، أكد الدكتور محمد عبد الرحمن، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، خطورة تعاطي المخدرات خاصة بين سائقي الاتوبيسات المدرسية لأنها تؤدي إلى ذهاب العقل والوعي وتعب الأعصاب وقد يصل الأمر إلى تخيل أشياء لا تمت للواقع بصلة مما يؤدي إلى وقوع الحوادث المفجعة.

و أضاف : "يزداد الأمر خطورة في حالة الباصات المدرسية لأنها تحمل عددا كبيرا من الأطفال، وكذلك فإن الكوارث تزداد بسبب قيام بعض المدارس بتعيين سائقين دون إخضاعهم لكشوفات أو فحوصات"، مبرزا أن "الخطورة لا تكمن في الإدمان فقط، حيث يجب التأكد من عدم إصابة السائقين بالضغط أو السكر أو ضعف النظر وغيرها من الأمراض التي قد تؤثر على القيادة"، مضيفا أن فحوصات الكشف عن تعاطي مختلف أنواع المخدرات لابد أن يتم إجراؤها قبل تعيين السائقين كما يجب أيضا أن تتم بشكل دوري ومفاجئ وليس عند التعيين فقط، خاصة وأن بعض أنواع المخدرات يذهب تأثيرها ولا تظهر في التحاليل بعد 24 ساعة من تعاطيها".

وأوضح: "كذلك هناك اعتقاد خاطئ وخطير لدى بعض السائقين بأن تناول البرشام والمواد المخدرة ضرورة لتحمل مشاق السواقة، فلا بد من تنظيم حملات توعوية بمختلف وسائل الإعلام للتحذير من مخاطر تناول المخدرات، بالإضافة إلى تغليظ العقوبات على متعاطي المخدرات لتصبح رادعة ولا تقتصر على مجرد الفصل من العمل، فلابد من أن تشمل العقوبات السجن المشدد والغرامات، وكذلك لابد من إلزام المدارس بإجراء تحليلات للسائقين قبل تعيينهم أو التعاقد معهم