في ذكرى رحيله.. صلاح السعدني «العمدة» الذي اختار الصمت وترك إرثًا خالدًا في قلوب المصريين

أبريل 19, 2025 - 08:52
في ذكرى رحيله.. صلاح السعدني «العمدة» الذي اختار الصمت وترك إرثًا خالدًا في قلوب المصريين

كتبت: نور التلباني 

في مثل هذا اليوم، خفت نور أحد أعمدة الدراما المصرية، الفنان الكبير صلاح السعدني، الذي ودّع عالمنا تاركًا خلفه مسيرة حافلة بالأدوار المؤثرة، وصوتًا مليئًا بالحكمة ظل يرنّ في آذان المشاهدين حتى بعد رحيله.

ولد "عمدة الشاشة" يوم 23 أكتوبر 1943 بمحافظة المنوفية، في بيت مثقف كان شقيقه الكاتب الساخر محمود السعدني أحد أبرز أعمدته. وعلى مقاعد كلية الزراعة، التقى بزميل دراسته عادل إمام، لتنشأ بينهما صداقة عمر امتدت من الدراسة إلى الفن، ثم إلى الحياة بأكملها.

بدأ مشواره الفني في الستينيات، لكن صلاح لم يكن ممن يسعون للشهرة السريعة، بل كان ينتقي أدواره بعناية فائقة، مؤمنًا أن الفن مسؤولية ورسالة، وليس مجرد عمل. ولذلك، جاءت أدواره متقنة، وصادقة، وأسطورية.

من أبرز أعماله التي لا تُنسى: شخصية العمدة سليمان غانم في ليالي الحلمية، و"أرابيسك"، و"الناس في كفر عسكر"، و"رجل في زمن العولمة"، وغيرها من المسلسلات التي لمست وجدان الناس.

رغم نجاحه الساحق، قرر الانسحاب بهدوء من الساحة في منتصف الألفينات، ليس بدافع المرض كما أشيع، ولكن لأنه لم يجد نفسه في مناخ فني تغيّر كثيرًا. فضّل العزلة على أن يُقدم أعمالًا لا تليق باسمه، ورفض الظهور الإعلامي، إلا في صور نادرة كان الناس يحيطونها بالحب والدعاء.

الفنان محمد رياض وصفه يومًا قائلاً: "كان بيحترم الكلمة وبيعتبر الفن رسالة". أما عادل إمام فقال عنه: "صلاح.. أخويا اللي ما جبتوش أمي".

وفي جنازته، حضر صديقه الفنان نبيل الحلفاوي، الذي لحقه بعد فترة، لتكتمل الصورة الحزينة برحيل جيل استثنائي من فناني الزمن الجميل.