دلال أحمد الدلال.. صوتٌ نسائي اخترق جدران التهميش وعَبَرَ بالكلمة حدودًا لم تكن مرئية

حوار: ياسمين مجدي عبده
لم تكن دلال أحمد الدلال مجرد كاتبة تسكن في الظل، بل كانت شعلة من التحدي والانتصار الذاتي. من قلب محافظة دمياط المصرية، شقّت طريقها وسط الصعاب، حتى باتت كلماتها جواز سفرٍ إلى القراء في أنحاء شتى، وتُوّجت أعمالها بلقب "سفيرة الكلمة الإسبانية". كيف بدأت؟ وما التحديات التي واجهتها؟ وما سر نجاحها؟ هذا ما نكتشفه في الحوار التالي.
بدايةً... من هي دلال أحمد الدلال؟
أنا من مواليد محافظة دمياط، وكان ولعي بالقراءة منذ الطفولة. في المرحلة الثانوية بدأت أكتب الشعر والخواطر وبعض القصص القصيرة، ثم دخلت عالم الفيسبوك عام 2013 وبدأت أنشر كتاباتي، التي لاقت صدى طيبًا. بعد ذلك توسعت في النشر الإلكتروني في مواقع ومجلات مختلفة، وحصلت على جوائز عديدة، من أبرزها لقب سفيرة الكلمة الإسبانية، كما نُشرت لي قصتان هما "سماح" و"دمية محطمة" في مجلة "متحف الكلمة الإسبانية".
هل كانت الكتابة موهبة منذ الطفولة؟
نعم، كنت أشارك في مسابقات القصة القصيرة التي نظمتها المدرسة والمحافظة، وفزت ببعضها، مما شجعني على الاستمرار وصقل الموهبة.
من أول من دعمكِ في مشوارك الأدبي؟
والدي أول من شجعني، كان قارئًا نهمًا للكتب الدينية والأدبية. كنت أقرأ كل ما يجلبه للمنزل. ثم جاء دعم زوجي، الذي آمن بي وشجعني على النشر والكتابة.
بدأتِ بالقصص ثم انتقلتِ للرواية، أيهما أصعب؟
أجد القصة القصيرة أسهل، لأنها تنقل موقفًا أو فكرة في سطور قليلة. أما الرواية فهي عمل طويل، مليء بالشخصيات والتفاصيل والمواقف. رغم حبي للسرد، أميل للقصص القصيرة، وقد نشرت مجموعتين بعنوان من الخائن ورائحة الدم. كما أصدرت روايتين ورقيتين هما قطرة ندى وأخطاء لا تُغتفر. أما في الشعر فلدي ديوان ورقي بعنوان مسافر بين أوراقي وآخر إلكتروني باسم دموع القلم.
كيف تختارين موضوعات أعمالك؟
أغلب القصص والروايات التي أكتبها مستلهمة من أحداث حقيقية مررت بها أو سمعتها، أضيف إليها من خيالي ما يخلق حبكة مفاجئة تترك أثرًا لدى القارئ.
النشر الورقي أم الإلكتروني؟
النشر الورقي يظل الأفضل، فهو الخالد الذي يحمل اسم الكاتب ويصونه. أما الإلكتروني فرغم انتشاره وسهولة الوصول إليه، إلا أنه لا يعبّر دائمًا عن الجودة، بل بات منفذًا لمن لا يملكون أدوات الكتابة الحقيقية. ورغم ذلك، هناك من يبدع في هذا الفضاء ويحترم قلمه وجمهوره.
هل ترين الكتابة مجرد تعبير عن الذات أم وسيلة لنقل رسالة؟
هي الاثنان معًا. أكتب ما أشعر به، لكنني دائمًا أحرص على أن يحمل ما أكتبه رسالة ضمنية، فكل خاطرة أو قصة أو رواية كتبتها نُسجت من لحظة خاصة أو فكرة مرّت عليّ، وأردت أن يشاركني القارئ تأملها.
ما العمل القادم؟
أعمل حاليًا على الجزء الثاني من روايتي أخطاء لا تُغتفر التي عُرضت في معرض الكتاب 2025، وأتمنى أن تلقى النجاح والتفاعل الذي أحلم به.
كيف تتعاملين مع النقد؟
أُقدّر النقد البنّاء وأستفيد منه. أما الهجوم لأجل الهجوم أو النقد من غير المتخصصين فلا ألتفت إليه.
هل هناك لحظة فشل حولتها إلى نجاح؟
نعم، بعد نشري لبعض القصص في كتب مجمعة، شعرت بالإحباط وظننت أن كتاباتي بلا قيمة، لكن جاءتني صديقتي التي أسست دار نشر وطلبت مني نشر روايتي الأولى معها، وكانت قطرة ندى، ومنذ ذلك الوقت أشارك في معرض الكتاب بعمل جديد كل عام، والحمد لله على التوفيق.
هل تمثل الكتابة علاجًا نفسيًا؟
بالتأكيد. مرت عليّ أوقات صعبة لم يخرجني منها سوى قلمي. الكتابة كانت ولا تزال طوق نجاتي.
في ظل طغيان أدب الرعب والفانتازيا، لماذا تراجع الأدب الرومانسي؟
الروايات الرومانسية ما زالت موجودة، لكنها لم تعد تتصدر المشهد كما في السابق. الجمهور حاليًا يميل إلى الأدب الخفيف، والرعب والفانتازيا تناسب ذوق الشباب المتغير، خاصة مع انتشار القصص الصوتية والمصورة على يوتيوب. وأنا شخصيًا خضت تجربة كتابة قصص رعب صوتية على قناة "أديوتك".
وأخيرًا، كيف تقيمين هذا الحوار؟
سعدت به كثيرًا، الأسئلة كانت عميقة وم
تميزة، وأشكر لكم هذا الاهتمام، وأتمنى لكم دوام التوفيق والنجاح.