خاص| اللواء عوني عزيز: كيف ستعود غزة إلى استقرارها بعد وقف إطلاق النار؟

أجري الحوار: محمود سامح
من عليه الواجب الأكبر في إعمار قطاع غزة؟ هل مصر هي من تتكلف بإعمار غزة أم الوطن العربي أم قطر المسؤولة الأولى عن تمويل حماس؟
هذا السؤال مهم جداً. مصر، رغم الأزمة الاقتصادية التي تمر بها، كانت تدعم قطاع غزة بشكل كبير. خلال الفترة من 24 أكتوبر حتى الآن، كانت 80% من المساعدات الواردة إلى غزة من مصر، ومن قوت الشعب المصري وميزانية مصر، بينما 20% فقط من الدول العربية مثل قطر وبعض الدول الأوروبية وأمريكا اللاتينية.
رأينا أن الجانب المصري هو الوحيد الذي يهتم بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة. من وجهة نظري، يجب أن تتكاتف الدول الأوروبية وأمريكا والدول العربية في إعمار غزة، لأن المآسي التي حدثت وهدم البنية التحتية كان عن قصد من إسرائيل بمساعدة أمريكا وبعض الدول الأوروبية بعد انتخاب ترامب.
هل في إمكانية أن تتوصل مصر لهذا الرقم في إعادة إعمار البنية التحتية لغزة؟
لا طبعاً. الرئيس السيسي من الذكاء أنه لا يلعب بقوت الشعب المصري. يمكننا أن نساعد في المواد الخام، لكن هذه المواد يجب أن تكون مدفوعة من الدول الأوروبية المانحة والدول العربية البترولية. أنا لا أستطيع أن آخذ المواد الخام من الشعب المصري وأستخدمها لإعمار غزة بينما الشعب المصري في حاجة إليها.
ما هي الآثار القانونية لإطلاق سراح الرهائن؟
يجب على السلطة الفلسطينية أن تنقي داخلها وتتوجه لحكم غزة. يجب أن تكون السلطة الفلسطينية هي الآمر الناهي في حكم فلسطين المستقبلية، وأن لا توجد جماعات مسلحة خارجة عن السلطة الفلسطينية. حماس هي التي أوجدت إسرائيل في البداية لطرد جبهة التحرير الفلسطينية. على السلطة الفلسطينية أن تستغل هذه الفرصة لإضعاف حماس، والتوجه لحكم غزة أو رفح أو الضفة الغربية. يجب أن تكون السلطة الفلسطينية قوية في إدارة شؤون الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية.
كيف نضمن أن تكون حماس ملتزمة باتفاقية عدم إطلاق النار وأن لا يحدث انتفاضة لحماس؟
يجب على السلطة الفلسطينية وأبو مازن أن يكون هو الذراع الأقوى التي تحكم شؤون الدولة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية.
كيف يمكن لنا إعمار البنية التحتية في غزة دون المساس بالحدود المصرية؟
يجب أن يكون هناك مشروع عالمي لإعمار غزة تحت قيادة مصر والسعودية وأمريكا، على غرار "مشروع مارشال" الذي تم تطبيقه بعد الحرب العالمية الأولى والثانية لإعمار أوروبا.
هل مصر هي المساهم الأول في إعمار غزة؟
نحن لا نملك 90 مليار دولار لكي ندفعها لإعمار غزة، لكن يمكننا المساعدة بالمواد الخام والشركات المصرية مثل المقاولون العرب و"أرابسكوم" وغيرها.
ما هي الأولويات التي يجب التركيز عليها في إعمار غزة؟
يجب إنشاء بنية تحتية من صرف صحي وكهرباء وشبكات الاتصالات والغاز. فلسطين تتمتع باحتياط غاز كبير، وهذا هو السبب الذي يجعل إسرائيل لن تتنازل عن غزة لأنها تريد نهب السواحل الفلسطينية في البحر المتوسط.
كيف نضمن أنه لم يحدث إطلاق نار مرة أخرى بعد الإعمار كما كان يحدث في السنوات السابقة؟
الشرط الأساسي للحفاظ على الهدنة هو أن تلتزم السلطة الفلسطينية بمسؤولياتها القومية تجاه الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية. إذا لم يحدث هذا بمساعدة الدول العربية ومصر، سيتم خرق اتفاقية التهدئة الحالية ولن يكون هناك إعمار أو سلام.
هناك فئة من الناس تقول إن مصر تقف بجانب الكيان الصهيوني ضد فلسطين. ما تعليقك؟
مصر كانت هدفاً للاستعمار لإضعافها لكي تكبر إسرائيل. مصر قدمت الكثير من الدماء في حروب 48 و67 و73. لكن مصر هي درع للأمة العربية كلها وليست فقط للشعب الفلسطيني.
نصيحة للشباب المصري الذين يُتلاعب بهم من أجل قيادة ثورة ضد مصر؟
يجب على الشباب أن يتعلموا ويروا الدول المحيطة مثل العراق ولبنان وسوريا وليبيا، كيف دمرت جيوشهم وبنيتهم التحتية. في مصر، مع كل الحصار الاقتصادي والحروب، نجد هناك نهضة صناعية وعمرانية. يجب أن يبقى الشباب خلف القيادة السياسية والجيش المصري للحفاظ على هذه الإنجازات.
نصيحة أخيرة للفلسطينيين والسلطة الفلسطينية؟
يا أهل غزة، وياأيتها السلطة الفلسطينية، ابقوا محبين لبلدكم أكثر من الماضي، ابقوا خلف قيادتكم السياسية لكي تكون القيادة الفلسطينية قوية. يجب أن تكون القيادة السياسية الفلسطينية موحدة تحت سلطة واحدة لكي لا تعطي إسرائيل حجة بسبب انقساماتكم.