اكتشاف تغييرات جينية في بطانة الرحم يفسر صعوبة الحمل لدى مريضات تكيس المبايض

Mar 24, 2025 - 15:23
اكتشاف تغييرات جينية في بطانة الرحم يفسر صعوبة الحمل لدى مريضات تكيس المبايض

كتبت: أمنية شكري

 

تواجه النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض (PCOS) تحديات كبيرة في الحمل، مثل صعوبة الحمل، زيادة خطر الإجهاض، وارتفاع احتمالية الإصابة بسرطان بطانة الرحم. ولكن في دراسة جديدة نُشرت في مجلة Nature Medicine، كشفت الأبحاث التي أُجريت في السويد عن وجود اختلافات كبيرة في التكوين الخلوي والأداء الجيني لبطانة الرحم لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، مما يفتح الطريق لتطوير علاجات دوائية مبتكرة.

متلازمة تكيس المبايض وتأثيرها على الصحة

تُعد متلازمة تكيس المبايض من أكثر الاضطرابات الهرمونية شيوعًا بين النساء في سن الإنجاب، حيث تؤثر على 11% - 13% من النساء في هذه الفئة العمرية. وتعاني النساء المصابات بهذا الاضطراب من صعوبة في الحمل، وزيادة في خطر الإجهاض، فضلًا عن زيادة احتمالية الإصابة بسرطان بطانة الرحم. كما أن معظم النساء المصابات بهذا الاضطراب يعانين من زيادة الوزن ومقاومة الأنسولين.

دراسة الخلايا في بطانة الرحم

في هذه الدراسة، أجرى الباحثون فحصًا لأنسجة بطانة الرحم لـ 5 نساء صحيّات و12 امرأة مصابة بمتلازمة تكيس المبايض، حيث أنشأوا خريطة خلوية مفصلة. وتمت مقارنة العينات بناءً على العمر، الوزن، ومؤشر كتلة الجسم (BMI)، وأُخذت العينات في المرحلة نفسها من الدورة الشهرية لضمان عدم تأثير أي عوامل خارجية. في الدراسة، كانت جميع النساء يعانين من زيادة الوزن، ولكن فقط النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض كانت لديهن مقاومة للأنسولين وزيادة في مستويات الهرمونات الذكرية.

نتائج الدراسة

حلل الباحثون ما يقرب من 250,000 نواة خلوية مأخوذة من بطانة الرحم للنساء المشاركات في الدراسة. وقد كشف التحليل عن اختلافات واضحة في تركيب الخلايا بين النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، حيث ارتفعت نسبة الخلايا الظهارية في حين انخفضت نسبة الخلايا الجذعية.

تفسير النتائج

وقالت إليزابيت ستينر-فيكتورين، أستاذة علم الفسيولوجيا التناسلية في كلية كارولينسكا والمشاركة في الدراسة: "تشير هذه النتائج إلى أن نمو الخلايا يتأثر بشكل ملحوظ، مما قد يفسر سبب صعوبة الحمل وزيادة خطر الإجهاض، وكذلك احتمال الإصابة بسرطان بطانة الرحم لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض."

تحليل خريطة الخلايا

أظهر التحليل التفصيلي لخريطة الخلايا أن هناك اضطرابات جينية كبيرة في أنواع الخلايا المحددة لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض. العديد من الجينات المتأثرة كانت مرتبطة بمشكلات في زرع الجنين في مراحل مبكرة، وزيادة خطر الإجهاض، وارتفاع احتمالية الإصابة بسرطان بطانة الرحم. تؤثر هذه الجينات على تواصل الخلايا واتصالها ببعضها.

وقال غوستاف إريكسون، الباحث في الدراسة وأحد المؤلفين الرئيسيين: "نظهر من خلال تحليلنا أن هناك اضطرابات في الاتصال والتفاعل بين الخلايا داخل بطانة الرحم لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض."

تأثير العلاج باستخدام الميتفورمين

شملت الدراسة أيضًا فحص تأثير علاج الميتفورمين (دواء السكري) على النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، إلى جانب تأثير تغييرات نمط الحياة مثل النظام الغذائي والتمارين الرياضية. بعد 16 أسبوعًا من العلاج، أظهرت النتائج أن الميتفورمين ساعد في استعادة الأداء الجيني الطبيعي للكثير من الخلايا، بما في ذلك الخلايا الظهارية والخلايا الجذعية. كما كانت التعديلات في نمط الحياة فعالة، رغم أنها لم تكن بنفس قوة تأثير الميتفورمين.

الاكتشافات المهمة الأخرى

كشفت الدراسة أيضًا عن العلاقة بين التغيرات الجينية في خلايا بطانة الرحم والخصائص السريرية المهمة لمتلازمة تكيس المبايض، مثل زيادة مستويات الهرمونات الذكرية ومقاومة الأنسولين. هذا يسلط الضوء على العلاقة المعقدة بين العوامل الهرمونية والتمثيل الغذائي وتأثيراتها على وظيفة بطانة الرحم.

توجيهات العلاج المستقبلي

وقالت إليزابيت ستينر-فيكتورين: "نظرًا لأننا حددنا التغيرات الجينية في خلايا معينة، فإن هذه الدراسة تفتح الطريق لتطوير علاجات أكثر استهدافًا لمشاكل بطانة الرحم المرتبطة بمتلازمة تكيس المبايض."

هذه الدراسة هي ثمرة تعاون بين كونغرو لي، تشياولين دينغ، وصوفي بيتروبولوس، الذين شاركوا في تأليف البحث والعمل عليه.