100 ألف شخص على مائدة واحدة إفطار المطرية.. «بيأكد كل سنة إن الخير فينا مكمل ومش بيتغير»

بقلم الأستاذة الدكتورة: جيهان رجب
أستاذ إدارة الأعمال بجامعة عين شمس
إفطار المطرية السنوي لعام 2025 ، الذي أُقيم يوم السبت 15 مارس 2025 (الموافق 15 رمضان) ، كان حدثاً مميزاً جمع الآلاف من المصريين في أجواء رمضانية تعكس روح المحبة والتكافل الإجتماعي . هذا الإفطار ، الذي ينظم منذ عام 2013 في المطرية ، أصبح تقليداً سنوياً يجمع سكان الحي وضيوفهم على مائدة واحدة ، شهد الإفطار مشاركة نحو 100 ألف صائم ، مما يجعله من أكبر موائد الإفطار في الوطن العربي ، يعتمد الإفطار بالكامل على الجهود الذاتية لأهالي الحي ، حيث يشارك المئات في إعداد وتجهيز الوجبات ، مما يعكس روح التعاون والتكاتف بينهم ، شارك في الإفطار عدد من الوزراء والمسؤولين والشخصيات العامة ، مما يعكس أهمية الحدث ومكانته في المجتمع المصري ، تميز الحدث بأجواء إحتفالية مبهجة ، حيث تزينت الشوارع ، وتوافد الأهالي منذ الصباح للمشاركة في التحضيرات ، مما أضفى على المناسبة طابعا خاصا يعكس روح الشهر الكريم ، أجواء روحانية وألفة بين الناس ، مائدة خير تجمع الكبير والصغير ، وفرحة رمضان اللي بنشوفها.
إفطار المطرية كحدث مجتمعي ضخم ، يحمل العديد من الدروس المستفادة والعوائد الإيجابية على المجتمع من مختلف الجوانب ، تعزيز الشعور بالسعادة والإنتماء ، المشاركة في حدث جماعي ضخم ، تعزز الشعور بالفرح والتقدير ، مما ينعكس إيجابيا ًعلى الحالة النفسية ، التجمع مع الآلاف على مائدة واحدة يخلق إحساسا بالدفء والترابط ، مما يساعد في التخفيف من مشاعر العزلة والوحدة لدى البعض ، رؤية التكاتف والتعاون بين الناس تذكر الجميع بنعمة العطاء والمشاركة مما يعزز الشعور بالرضا ،الإفطار الجماعي يجسد قيم الإسلام في التراحم والعطاء ، ويذكر الجميع بأهمية مساعدة الآخرين ، إحياء روح رمضان الحقيقية ، الحدث يعيد للأذهان المعنى الروحي للصيام ، ليس فقط كعبادة فردية ، ولكن كوسيلة لتعزيز الروابط الإنسانية ، تحفيز العمل الخيري ، رؤية الناس يتعاونون لتنظيم الإفطار يشجع الآخرين على المشاركة في الأعمال الخيرية والمجتمعية ، الإفطار يجمع فئات مختلفة من المجتمع على مائدة واحدة مما يقوي العلاقات الإجتماعية ويذيب الفوارق بين الناس ، التحضير للإفطار يتم بجهود تطوعية مما يعزز مفهوم العمل الجماعي والتعاون بين الأفراد ، إرسال رسالة إيجابية عن المجتمع مثل هذه الفعاليات تبرز صورة إيجابية عن المجتمع المصري وتظهر مدى الترابط بين أفراده ، عندما يجتمع الناس على هدف واحد يمكنهم تحقيق أشياء عظيمة ، المساهمة ولو بشيء بسيط يمكن أن تصنع فرقا كبيراً سواء في سعادة الآخرين أو في خلق بيئةإيجابية ، السعادة لا تأتي من الرفاهية ، بل من المشاركة والتواصل الصادق مع الآخرين.
إفطار المطرية ليس مجرد مائدة طعام ، بل تجربة إنسانية غنية تعكس أجمل معاني رمضان ، تحية لكل أهل المطرية اللي بيخلوا الحدث ده أجمل سنة بعد سنة ، إفطار المطرية قصة حب وتكاتف بين أهل الخير كل سنة الحدث بيكبر ، والفرحة بتزيد ، وأجمل حاجة إننا بنحس بروح رمضان الحقيقية وسط الناس الطيبة،فخورة بأهل المطرية اللي بيعملوا من الإفطار ده رسالة حب ومشاركة.