محمود لطفي: قلم شاب يكتب من القلب ويؤمن بقوة البساطة

Mar 16, 2025 - 14:04
محمود لطفي: قلم شاب يكتب من القلب ويؤمن بقوة البساطة

حوار: ياسمين مجدي عبده

في عالم الأدب، حيث تتفاوت الأساليب بين التعقيد والبساطة، يبرز الكاتب الشاب محمود لطفي بأسلوبه السلس والعفوي، الذي يخاطب القارئ مباشرة دون تكلف. انطلقت رحلته مع الكتابة منذ سنوات الدراسة، لتثمر عن أعمال لاقت صدى واسعًا، كان أبرزها مجموعته القصصية "صديق شاكيرا بالمراسلة"، التي جذبت اهتمام القراء في معرض القاهرة الدولي للكتاب.

رغم انشغاله في مجال الهندسة البيئية والأكاديمية، لم يحد ذلك من شغفه بالأدب، بل زاده إصرارًا على التوازن بين العلم والفن. يرى محمود أن الكتابة ليست مجرد هواية، بل ملاذٌ شخصيٌّ ومساحةٌ للتعبير بصدق، بعيدًا عن التكلف الزائد.

كان لنا معه هذا الحوار الصريح، حيث تحدث عن رحلته مع الكتابة، ورؤيته للأدب، وكيف يتعامل مع النقد، إضافة إلى طموحاته المستقبلية.

• لو أردنا أن نتعرف عليك، ماذا تقول؟

أنا محمود لطفي، من مواليد 11 يناير 1988، بمدينة شربين بمحافظة الدقهلية. درست هندسة القوى الميكانيكية بجامعة المنصورة، وحصلت على الماجستير في المجال ذاته عام 2016، وأعمل حاليًا باحث دكتوراه واستشاريًا بيئيًا. إلى جانب ذلك، أنا كاتب وقاص، شاركت في عدة مسابقات وورش أدبية، وأصدرت مجموعتين قصصيتين.

• كيف كان دخولك إلى عالم الكتابة؟

بدأت الكتابة مبكرًا، تحديدًا خلال المرحلة الإعدادية عندما انضممت إلى أسرة الصحافة والإعلام المدرسية. لم تكن كتاباتي حينها أدبية، لكنها جعلتني أدرك أن الكتابة هي ملاذي الأول. ومنذ ذلك الوقت، لم أتوقف عن تطوير أسلوبي والبحث عن صوتي الأدبي الخاص.

• ما نوع الكتابة الذي تفضله؟

أحب الكتابة التي تصل للقارئ بسلاسة، بعيدًا عن المبالغة أو التكلف الزائد في اللغة. يزعجني الأسلوب الذي يغرق في التعقيد بلا مبرر، وأؤمن بأن البساطة ليست ضعفًا، بل قوة تجعل الفكرة أعمق وأقرب للمتلقي.

• كيف تتعامل مع النقد؟

أتقبل النقد بصدر رحب وأفترض حسن النية دائمًا، إلا إذا ثبت العكس. أبحث عن النقد البنّاء الذي يساعدني على التطور، وأحاول الاستفادة منه دون أن يؤثر سلبًا على حماسي للكتابة.

• هل واجهت لحظة شعرت فيها بالفشل؟ وكيف تجاوزتها؟

بعد نشر مجموعتي القصصية الأولى "صديق شاكيرا بالمراسلة"، لم أتلقَّ ردود فعل من معظم من أهديتهم الكتاب، ما جعلني أشعر بالإحباط. لكنني أعدت تقييم التجربة وتعلمت منها. وعندما أُعيد نشر المجموعة في معرض القاهرة للكتاب 2025، لاقت صدى أوسع واهتمامًا أكبر، مما أعطاني دفعة معنوية كبيرة.

• هل تفضل القراءة لكبار الأدباء أم للكتاب الشباب؟

أحرص على قراءة الأدب الكلاسيكي والأعمال الحديثة معًا، لأن كليهما يحمل رؤى وتجارب مختلفة. لا أهتم باسم الكاتب بقدر ما يهمني جودة العمل ذاته.

• ما طموحاتك المستقبلية في الكتابة؟

أخوض حاليًا تجربة الكتابة الروائية لأول مرة، بعد أن قدمت مجموعتين قصصيتين. أتمنى أن يحقق عملي الأول النجاح المرجو، وأن يُضيف لمسيرتي الأدبية شيئًا مميزًا.

• ما رسالتك لمن يبدأ طريقه في الكتابة؟

استمر في الكتابة، ولا تدع الإحباط يوقفك. أحط نفسك بأشخاص إيجابيين صادقين، قادرين على توجيهك بطريقة بناءة. الأهم أن تكتب من القلب، دون تصنّع أو محاولة إرضاء الجميع.

بهذه الروح الصادقة، يواصل محمود لطفي رحلته الأدبية، بين سطور تحكي عن الواقع بأسلوب عفوي يحمل في طياته الكثير من العمق.