كيف يساعد ميكروبيوم الأمعاء في مكافحة الالتهابات والعدوى؟

May 20, 2025 - 19:20
كيف يساعد ميكروبيوم الأمعاء في مكافحة الالتهابات والعدوى؟

كتبت: أمنية شكري

 

تُظهر دراسة علمية حديثة نشرتها مجلة Cell أن ميكروبات الأمعاء تلعب دورًا مهمًا في مكافحة الالتهابات وتعزيز مناعة الجهاز الهضمي، من خلال تفكيك مركبات نباتية تُعرف باسم الغليكوسيدات الفينولية.

 التغذية وميكروبيوم الأمعاء: صندوقان أسودان

رغم أهمية التغذية في حياتنا اليومية، إلا أن تأثير مكوناتها الدقيقة على أجسامنا لا يزال غير واضح تمامًا. ويُعد ميكروبيوم الأمعاء — مجموعة الميكروبات النافعة التي تعيش في الجهاز الهضمي — أحد العوامل الحيوية التي تساهم في هضم هذه الأغذية النباتية.

لكن السؤال المحوري هو: كيف تستفيد أجسامنا من بكتيريا الأمعاء لتحسين الصحة؟

 الغليكوسيدات الفينولية: مركبات نباتية مفيدة تُفعّلها ميكروبات الأمعاء

تشير الدراسة إلى أن مركبات نباتية تُعرف بـ"الغليكوسيدات الفينولية" ترتبط بجزيئات السكر وجزيئات صغيرة ذات فائدة صحية. هذه المركبات تستخدمها النباتات لأغراض متعددة مثل: جذب الملقحات ومقاومة البكتيريا وردع الحيوانات العاشبة، ولكن بمجرد استهلاك الإنسان لهذه النباتات، تبدأ ميكروبات الأمعاء بإنتاج إنزيمات خاصة لتفكيك هذه المركبات، مما يُطلق جزيئات صغيرة قد تساعد في تنظيم الالتهاب وتحسين المناعة.

 البكتيريا النافعة تفرز إنزيمات تحفّز المناعة

قاد الباحث الدكتور سيث راكوف-نحوم من مستشفى بوسطن للأطفال، تجربة ركزت على بكتيريا الباكتيرويدز (Bacteroides)، وهي من أكثر أنواع البكتيريا شيوعًا في الأمعاء البشرية. وتم اختبار قدرة 52 سلالة من هذه البكتيريا على تفكيك 7 أنواع من الغليكوسيدات الفينولية. النتائج كانت لافتة: بعض البكتيريا أفرزت إنزيمات ساعدت في إطلاق جزيئات مضادة للالتهاب وأخرى تثبّط بكتيريا الكلوستريديوم ديفيسيل — أحد أكثر مسببات العدوى المعوية تعقيدًا.

مركبات فعّالة مثل الريسفيراترول والساليسين في مكافحة الالتهاب

الريسفيراترول:

عند تفكيكه من خلال إنزيمات الباكتيرويدز، تحوّل إلى مضاد حيوي طبيعي قلّل من انتشار الكلوستريديوم ديفيسيل في الفئران.

 الساليسين:

يوجد في لحاء شجرة الصفصاف، ويتحوّل في الكبد إلى حمض الساليسيليك (المكوّن الفعّال في الأسبرين). لكن داخل الأمعاء، تفرزه البكتيريا كمركب جديد يُدعى الساليسينول، والذي أظهر قدرته على تنظيم المناعة ومنع التهاب القولون في التجارب.

 نحو علاجات مستقبلية قائمة على ميكروبيوم الأمعاء

يأمل الباحثون أن تؤدي هذه النتائج إلى تطوير علاجات جديدة لأمراض الأمعاء الالتهابية وعدوى الكلوستريديوم ديفيسيل، عبر الجمع بين: الغليكوسيدات النباتية والإنزيمات البكتيرية المناسبة أو الميكروبات المفيدة نفسها. وقد تقدم الدكتور راكوف-نحوم بالفعل بطلب براءة اختراع لهذه الابتكارات.

 رأي الخبراء

قال الدكتور سكوت سنابر، رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد والتغذية في مستشفى بوسطن للأطفال: "هذه الورقة البحثية تُعد بداية لمجال جديد كليًا، ويمكن أن تساهم في تطوير علاجات فعالة قائمة على البكتيريا النافعة."