سعاد مكاوي: صوت البهجة الذي لا ينسى

يناير 20, 2025 - 06:44
يناير 20, 2025 - 07:01
سعاد مكاوي: صوت البهجة الذي لا ينسى

كتبت: نور التلباني 

تحل اليوم ذكرى وفاة الفنانة الكبيرة سعاد مكاوي، التي تركت بصمة خالدة في تاريخ الفن المصري والعربي بصوتها المميز وشخصيتها المرحة. وُلدت سعاد مكاوي في 19 نوفمبر 1928، ونشأت في بيئة فنية، إذ كان والدها الملحن الكبير محمد مكاوي، مما أسهم في صقل موهبتها منذ الصغر.

مسيرتها الفنية

بدأت سعاد مكاوي رحلتها الفنية في الأربعينيات من القرن الماضي، ولفتت الأنظار بسرعة بفضل صوتها المميز الذي جمع بين الطرب الأصيل وخفة الظل. اشتهرت بأداء الأغاني الخفيفة والحوارات الغنائية الثنائية التي عُرفت بـ"الدويتوهات"، وكان أشهرها تعاونها مع الفنان إسماعيل ياسين في العديد من الأعمال، مثل أغنية "عايز أروح".

كانت مكاوي أيقونة الغناء المرح، حيث تمكنت من المزج بين الطرب الكلاسيكي والأداء الذي يبعث السعادة في قلوب المستمعين. من بين أبرز أغانيها:

"حنينك علَيّ يا ربي"

"مين كان يصدق"

"ما تزوقيني يا ماما"

العمل في السينما

إلى جانب الغناء، شاركت سعاد مكاوي في عدد من الأفلام السينمائية التي أظهرت فيها موهبتها التمثيلية، مثل "عروسة للإيجار" و**"إسماعيل ياسين في البوليس"**، لكنها ركزت بشكل أساسي على الغناء، مما جعلها واحدة من أبرز الأصوات النسائية في عصرها.

رغم مرور السنوات، لا تزال أغاني سعاد مكاوي تبث البهجة في قلوب محبيها، حيث استطاعت أن تخلق لونًا فنيًا فريدًا يجمع بين العذوبة والبساطة. وقد ساهمت أعمالها في إثراء التراث الغنائي المصري، خاصة في حقبة الأربعينيات والخمسينيات.

رحيلها

رحلت سعاد مكاوي عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 2008، لكنها تركت إرثًا لا يُنسى من الأغاني والأعمال التي ما زالت تُذاع وتتُذاع وتُسمع إلى اليوم، كجزء أصيل من التراث الفني المصري. كانت سعاد مكاوي تجسيدًا للبهجة وخفة الظل، وهو ما جعلها حاضرة في وجدان الأجيال التي عاصرتها وحتى الأجيال اللاحقة التي تعرّفت على فنها من خلال الأعمال الإذاعية والتلفزيونية التي تعرض أغانيها وأفلامها.

علاقتها بالفنانين في عصرها

عُرفت سعاد مكاوي بعلاقاتها الطيبة مع كبار نجوم الفن في زمنها، مثل إسماعيل ياسين، محمود شكوكو، وليلى مراد. كما تعاونت مع أشهر الملحنين في ذلك العصر، مثل محمود الشريف ومحمد عبد الوهاب، مما ساعدها على تقديم أغنيات حققت انتشارًا كبيرًا وأصبحت من علامات الفن المصري.

كانت سعاد مكاوي من أوائل المطربات اللواتي ركزن على اللون الغنائي الخفيف، الذي كان أقرب إلى الجمهور ويعكس حياتهم اليومية ببساطة. وقد فتحت الطريق أمام العديد من المطربين والمطربات لاستكمال هذا اللون الذي يجمع بين الطرب والتسلية.

رغم قلة التكريم الذي حظيت به مقارنة بحجم موهبتها، إلا أن اسمها لا يزال لامعًا في تاريخ الأغنية المصرية. يستذكرها عشاق الفن الأصيل بكل تقدير واعتزاز، خاصة في ذكرى رحيلها، باعتبارها واحدة من الفنانات اللواتي أدخلن البسمة إلى قلوب المستمعين عبر أجيال متعاقبة.

ستبقى سعاد مكاوي رمزًا للغناء المرح والأصيل، وصوتًا قادرًا على إحياء البهجة في كل وقت. ورغم رحيلها، يظل فنها حيًا يُذكّرنا بجمال البساطة وعبقرية الأداء.