دراسة هارفارد: تناول برتقالة يوميًا قد يقلل خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة %20

كتبت: أمنية شكري
هل يمكن لتناول برتقالة واحدة يوميًا أن يساعد في الوقاية من الاكتئاب؟
أظهرت دراسة رائدة من جامعة هارفارد أن هذا قد يكون ممكنًا. الباحثون اكتشفوا أن الأشخاص الذين يتناولون الحمضيات بانتظام لديهم خطر أقل بكثير للإصابة بالاكتئاب، ويُعتقد أن السبب يعود إلى تأثير هذه الفاكهة على بكتيريا الأمعاء.
اكتشاف هام: تأثير الحمضيات على بكتيريا الأمعاء
بكتيريا F. prausnitzii فراوسنيتسيا هي إحدى البكتيريات المفيدة في الأمعاء التي تنمو بشكل أفضل في أجسام محبي الحمضيات. هذه البكتيريا تؤثر على إنتاج الناقلات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، وهما ناقلان عصبيان أساسيان لتنظيم المزاج. وبينما تُستخدم مضادات الاكتئاب لعلاج الاكتئاب بعد حدوثه، يمكن أن تكون الحمضيات وسيلة طبيعية وآمنة للوقاية من الاكتئاب.
دراسة هارفارد: برتقالة واحدة يوميًا قد تقلل خطر الاكتئاب بنسبة 20%
أظهرت دراسة أجراها الدكتور راج ميهتا من مستشفى ماساتشوستس العام وكلية الطب بجامعة هارفارد أن تناول برتقالة واحدة يوميًا يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 20%. وبحسب الدراسة، يبدو أن الحمضيات تدعم نمو بكتيريا F. prausnitzii المفيدة في الأمعاء، مما يؤثر على إنتاج السيروتونين والدوبامين، وهما ناقلان عصبيان مهمان في تحسين المزاج.
ما الذي ألهم هذه الدراسة؟
قال الدكتور ميهتا في مقابلة مع Gazette إن الدراسة بدأت بعد أن قرأ أحد الباحثين ورقة بحثية من عام 2016 تشير إلى أن الحمضيات قد تساعد في تقليل خطر الاكتئاب. استخدم الباحثون قاعدة بيانات دراسة "الصحة النسائية الثانية" (NHS2) التي بدأت عام 1989 وتتبع عوامل الخطر للأمراض المزمنة بين النساء. شملت الدراسة أكثر من 100000 امرأة قدمن للباحثين معلومات مفصلة حول نمط حياتهن والنظام الغذائي واستخدام الأدوية والحالة الصحية كل عامين. كشفت الدراسة أن الممرضات اللاتي يتناولن الحمضيات بانتظام أقل عرضة للاكتئاب مقارنة بالممرضات اللاتي لا يتناولنها.
مقارنة فعالية الحمضيات بمضادات الاكتئاب التقليدية
من الصعب مقارنة فعالية الحمضيات بالأدوية التقليدية المضادة للاكتئاب، مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، لأن هذه الأدوية تُستخدم لعلاج الاكتئاب بعد حدوثه، بينما الحمضيات قد تعمل كوسيلة وقائية. في المستقبل، قد تصبح الحمضيات جزءًا من استراتيجيات مكافحة الاكتئاب جنبًا إلى جنب مع الأدوية التقليدية. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث قبل الوصول إلى أي استنتاجات نهائية. ويبدو أن هذا التأثير ينطبق فقط على الحمضيات. عندما قمنا بمراقبة إجمالي استهلاك الفواكه أو الخضروات أو فواكه معينة مثل التفاح أو الموز، لم نجد أي علاقة بين كمية الاستهلاك وخطر الاكتئاب.
كيف تجعل بكتيريا F. prausnitzii الناس يشعرون بتحسن؟
نعتقد أن أحد الإجابات المحتملة هو أن هذه البكتيريا تستخدم مسارًا استقلابيًا يسمى "دورة S-أدينوزين- L-ميثيونين I" للتأثير على مستويات اثنين من النواقل العصبية التي تنتجها خلايا الأمعاء البشرية: السيروتونين والدوبامين. تعمل هذه النواقل العصبية على تنظيم كيفية مرور الطعام عبر الجهاز الهضمي، لكنها أيضًا يمكن أن تصل إلى الدماغ، حيث يمكنها تحسين المزاج.
هل يمكن للحمضيات أن تحسن المزاج؟
تم العثور على علاقة بين تناول الحمضيات وزيادة مستويات بكتيريا F. prausnitzii في الأمعاء، وهي بكتيريا مرتبطة بتحسين الصحة النفسية. استهلاك الحمضيات يعزز نمو هذه البكتيريا، مما يساعد في تنظيم إنتاج السيروتونين والدوبامين، وبالتالي تحسين المزاج.
الخطوة التالية في البحث
يتطلع الباحثون إلى إجراء تجارب سريرية لتحديد ما إذا كان تناول الحمضيات يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب أو حتى يخفف من أعراضه في بعض الحالات. وتُعد هذه الطريقة البسيطة واعدة نظرًا لعدم وجود آثار جانبية رئيسية لها، مما يجعلها وسيلة طبيعية فعالة.
دور النظام الغذائي في تحسين الصحة النفسية
أظهرت الدراسة أن النظام الغذائي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية. على الرغم من أن معظم الناس يعرفون أن الطعام الذي نتناوله يؤثر على مزاجنا، إلا أن الباحثين بدأوا مؤخرًا في فهم كيفية تأثير النظام الغذائي على الدماغ والجهاز العصبي. هناك الآن الكثير من الأدلة التي تشير إلى وجود علاقة قوية بين الأمعاء والدماغ، لذا لم نتفاجأ كثيرًا برؤية المزيد من الأدلة. نسمع دائمًا أن السمك "طعام جيد للدماغ"، لكن لا أحد يقول إن البرتقال طعام جيد للدماغ. وبالمثل، فإن F. prausnitzii مرتبطة بالصحة في العديد من الجوانب، مثل تقليل خطر الإصابة بأمراض الأمعاء الالتهابية.