تغيرات ملحوظة في سوق السيارات المصرية..و تصاعد الطلب على السيارات الصينية والكورية وتراجع الأوربية
كتب: مصطفى صلاح
شهدت سوق السيارات في مصر خلال عام 2024 تحولًا كبيرًا في تفضيلات المستهلكين، حيث سجلت واردات السيارات الصينية زيادة ملحوظة بنسبة 37% مقارنة بالعام الماضي، متجاوزة 30 ألف سيارة، ما يعكس رغبة المستهلك المصري في الاعتماد على الخيارات الاقتصادية والجودة التي تقدمها هذه المركبات. ويظهر التقرير الصادر عن مجلس معلومات سوق السيارات "أميك" أن هذه الزيادة الكبيرة جاءت في وقت يعاني فيه السوق من تحديات اقتصادية تؤثر على القدرة الشرائية للمواطنين.
في المقابل، تراجعت واردات السيارات الأوروبية بنسبة 26.1%، حيث تم استيراد 8.9 ألف سيارة أوروبية فقط في 2024، مقارنة بـ12.1 ألف سيارة في 2023، مما يعكس ارتفاع أسعار السيارات الأوروبية التي قد تكون قد أثرت في قدرتها على المنافسة في السوق المصري. وفي نفس الوقت، سجلت واردات السيارات اليابانية زيادة بنسبة 8.3%، حيث تم استيراد 26.1 ألف سيارة يابانية، مقارنة بـ24.1 ألف سيارة في العام السابق، ما يبرز استمرار هيمنة هذه السيارات في السوق المصري بسبب قوتها وجودتها العالية.
اللافت للنظر هو النمو الكبير في واردات السيارات الكورية الجنوبية التي ارتفعت بنسبة 48% في 2024، حيث بلغ عدد السيارات الكورية المستوردة 14.7 ألف سيارة، مقارنة بـ10 آلاف سيارة في 2023، وهو ما يعكس تزايد الطلب على السيارات الكورية بفضل تنافسها في الجودة والأسعار. كما شهدت السيارات الأمريكية أيضًا زيادة بنسبة 32%، مع استيراد 913 سيارة مقارنة بـ693 في العام الماضي، ما يشير إلى استقرار الطلب على السيارات الأمريكية رغم التحديات الاقتصادية.
وفي سياق موازٍ، شهد سوق السيارات في مصر تحسنًا في المبيعات بشكل ملحوظ بنسبة 136% في 2024، حيث بلغت المبيعات 102.2 ألف سيارة، مقارنة بـ90.3 ألف سيارة في 2023، وهو ما يبرز تعافي السوق رغم الظروف الاقتصادية. ومن الجدير بالذكر أن مبيعات السيارات قد شهدت انخفاضًا كبيرًا في 2023 بنسبة 51% مقارنة بعام 2022، حيث تم بيع 90.359 ألف سيارة مقابل 184.771 ألف سيارة في 2022.
من الواضح أن سوق السيارات المصري يواجه تحديات اقتصادية وتغيرات في تفضيلات المستهلكين، ولكن التزايد في الطلب على السيارات الصينية والكورية يعد مؤشرًا على أن هذه الأسواق قد تشهد مزيدًا من النمو في المستقبل، في حين أن تراجع الطلب على السيارات الأوروبية قد يستمر في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة.
