«الوعي» ينعى شهيدات لقمة العيش بالمنوفية ويطالب بتحقيق عاجل ومحاسبة الوزارات المعنية

يونيو 28, 2025 - 03:49
«الوعي» ينعى شهيدات لقمة العيش بالمنوفية ويطالب بتحقيق عاجل ومحاسبة الوزارات المعنية

كتب: مصطفى صلاح 

أعرب حزب الوعي عن بالغ الحزن والأسى إزاء الحادث المفجع الذي وقع صباح الجمعة 27 يونيو 2025 على الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية، وأسفر عن وفاة تسع عشرة سيدة من العاملات الزراعيات أثناء توجههن لأداء عملهن اليومي في إحدى المزارع.

وتقدّم الحزب بخالص التعازي إلى أسر الضحايا، مؤكدًا وقوفه إلى جانبهم في هذه المحنة القاسية، ومشددًا على أن ما حدث لا يجب أن يُختزل في صورة مأساة مرورية فقط، بل هو انعكاس حاد ومستمر لواقع العمالة غير المنتظمة، خاصة النساء العاملات في القطاع الزراعي، اللواتي يواجهن ظروفًا قاسية بلا حماية قانونية أو تأمين اجتماعي، وفي ظل أجور متدنية لا تليق بكرامتهن الإنسانية.

وأكد حزب الوعي، في بيان رسمي، أن الحادث لا يمكن فصله عن غياب المنظومة الشاملة لحماية العاملات الزراعيات، مطالبًا الدولة باتخاذ إجراءات ملموسة وعاجلة لضمان دمج هذه الفئة في منظومة الحماية الاجتماعية، وتطبيق القوانين الرادعة ضد استغلال النساء وتشغيل القاصرات، والعمل على تحسين ظروف عملهن في المزارع، سواء من ناحية الأجور أو التأمين أو البيئة الصحية والإنسانية الملائمة.

وفي هذا السياق، شدد الحزب على ضرورة تحمل وزارة النقل لمسؤولياتها تجاه الرقابة على وسائل النقل المستخدمة يوميًا لنقل العاملات، مؤكدًا أن استمرار ظاهرة ركوب الفتيات والنساء على سيارات النقل غير المخصصة لذلك يمثّل انتهاكًا واضحًا للسلامة العامة، ويعرّض أرواحهن للخطر دون محاسبة حقيقية أو رقابة فعّالة.

كما طالب البيان بتفعيل حملات الكشف الدوري على تعاطي المواد المخدرة بين سائقي مركبات النقل، حمايةً لأرواح المواطنين، مؤكدًا أن التساهل في هذا الملف يتسبب في كوارث متكررة يدفع ثمنها الأبرياء الباحثون عن لقمة العيش.

وأشار الحزب إلى أن الإعانات الحكومية العاجلة لأسر الضحايا هي لفتة إنسانية مقدّرة، لكنها لا تكفي وحدها، وأن دماء الشهيدات يجب أن تكون جرس إنذار يدق في أروقة الوزارات والهيئات، لمراجعة سياسات النقل والعمل والتأمين في هذا القطاع الحيوي.

واختتم حزب الوعي بيانه بتجديد العزاء والمواساة لأسر الفقيدات، داعيًا إلى أن تتحول هذه الفاجعة إلى لحظة وعي مجتمعي وشعبي ورسمي، تثمر عن تغيير حقيقي في واقع العاملات الزراعيات، وتكفل لهن حقوقًا طال انتظارها، وكرامةً تليق بدورهن في دعم الاقتصاد الزراعي والمجتمعي.

 وإنا لله وإنا إليه راجعون.