الدكتور مجدي كامل الهواري يكتب:صعود الفاشلين والهوام.. كيف يدمر الفساد أصحاب الضمير والكفاءات؟
في المجتمعات التي تفتقد للشفافية والعدالة و الحق و الضمير ، يصبح صعود الفاشلين وأصحاب النفوذ غير المستحق أمرا" شائعا"، حيث تتفوق المصالح الشخصية والعلاقات المشبوهة و المحسوبية ، على الكفاءة والضمير المهني.
هؤلاء الأشخاص هم الذين يطلق عليهم أحيانا "الهوام"، يتسلقون السلم الوظيفي والسياسي بأساليب غير مشروعة، مستغلين الفساد والمحسوبية و الرشاوى بمختلف انواعها .
- أساليب صعود الفاشلين إلى المناصب
1. المحسوبية والوساطة: يتم اختيار الأفراد بناءً على علاقاتهم الشخصية أو العائلية وليس على أساس الكفاءة أو الإنجاز.
2. الرشوة والتلاعب: شراء النفوذ والمناصب بالمال أو تقديم خدمات مشبوهة لأصحاب القرار.
3. القضاء على المنافسين الشرفاء: إقصاء الكفاءات عبر الوشاية الكاذبة، تلفيق التهم، أو التهميش المتعمد لأصحاب الضمير.
4. التحالف مع قوى الفساد: بناء شبكات من المصالح المشتركة مع شخصيات ذات نفوذ لحماية مصالحهم واستمرار بقائهم في السلطة.
5. نشر ثقافة الخنوع والولاء الأعمى: استبدال مبدأ الجدارة والاستحقاق بولاء مطلق للأشخاص المتنفذين، بغض النظر عن قدراتهم أو إنجازاتهم.
- تأثيرهم على أصحاب الضمير والكفاءات
التهميش و الإقصاء: يصبح أصحاب الضمير غير مرغوب فيهم، ويتم وضعهم في أماكن لا تؤثر على القرارات المهمة.
الإحباط والهجرة: الكثير من الكفاءات تفضل الهجرة أو العزلة عن المناصب العامة بسبب البيئة الفاسدة.
انتشار الفساد والانهيار المؤسسي: عندما يسيطر غير المؤهلين، تتراجع كفاءة المؤسسات، مما يؤدي إلى الفشل الإداري والاقتصادي.
تحول الضمير إلى خطر: يصبح الشخص النزيه مهددا في بيئة لا تقبل النقد أو الإصلاح، مما يجعله عرضة للمضايقات أو العقوبات الوظيفية.
- كيف يمكن مواجهة هذه الظاهرة ؟
1. تعزيز الشفافية والمحاسبة: فرض رقابة صارمة على التعيينات وإجبار المسؤولين على تبرير قراراتهم.
2. تشجيع ثقافة النزاهة: دعم وتشجيع الكفاءات من خلال منحهم فرصا عادلة لإثبات قدراتهم.
3. تفعيل دور الإعلام والمجتمع المدني: فضح الفساد والتوعية بضرورة اختيار الأكفاء.
4. إصلاح القوانين والتشريعات: سن قوانين تجرّم المحسوبية والفساد الإداري بصرامة.
و أخيراً عندما يتحكم الفاشلون في المناصب، فإن ذلك يؤدي إلى انهيار المجتمعات والمؤسسات، حيث تحل المصالح الشخصية محل المصلحة العامة. لذلك، فإن محاربة هذه الظاهرة ليست مجرد مسؤولية الحكومات فقط، بل هي مسؤولية المجتمع بأكمله، من خلال تعزيز قيم النزاهة والعدل، ورفض الخضوع للأنظمة الفاسدة و الشخصيات الفاشله و الوساطه و المحسوبية و المحاباه فى العمل.