الدكتور مجدي كامل الهواري يكتب : عبقرية الذكاء الإصطناعي في صناعة المحتوى

يناير 12, 2025 - 08:45
يناير 12, 2025 - 08:46
الدكتور مجدي كامل الهواري يكتب : عبقرية الذكاء الإصطناعي في  صناعة المحتوى

بينما تتسارع عجلة الابتكار التكنولوجي، يتجلى الذكاء الاصطناعي كقوة محركة في عالم صناعة المحتوى، وهو الحقل الذي كان يتطلب لسنوات طويلة جهداً بشرياً مضنياً و خيالاً خصباً، فيما بات يشهد اليوم تحولاً جذرياً؛ إذ تحل الخوارزميات محل عديد من الأدوات التقليدية، لتعيد بذلك تعريف مفهوم الإبداع والإنتاج.. ولكن، إلى أي مدى يمكن لهذه التقنيات أن تعزز هذه الصناعة؟

الـ AI لا يقتصر فقط على أتمتة المهام الروتينية، بل يمتد ليصبح شريكاً استراتيجياً في إنتاج محتوى يتسم بالسرعة والدقة والجودة العالية. وبفضل قدرته على تحليل البيانات بعمق وفهم تفضيلات الجمهور، بات بالإمكان إنشاء محتوى مخصص يناسب احتياجات المستخدمين بدقة. ولكن، وسط هذه المزايا، تتوالى التساؤلات حول تأثير هذه الثورة التقنية على الطابع الإنساني الذي لطالما ميز العمل الإبداعي.

ومع هذا التحول الكبير، لا تزال هناك تحديات جوهرية تواجه صناعة المحتوى في ظل الذكاء الاصطناعي. من أخلاقيات الاستخدام إلى حماية الحقوق الفكرية، يتطلب هذا المجال توازناً دقيقاً بين الاستفادة من التقنيات المتقدمة والحفاظ على القيم المهنية.. فهل ينجح الذكاء الاصطناعي في خلق نموذج جديد لصناعة المحتوى أم يبقى تحت وطأة هذه التحديات؟

في مجال إنشاء المحتوى، يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في أتمتة العديد من المهام التي كانت تتسم سابقاً بأنها مستهلكة للوقت وتتطلب جهداً كبيراً، فعلى سبيل المثال، يمكن لمولدات المحتوى المعتمدة على الذكاء الاصطناعي إنتاج مقالات ومنشورات مدونات وحتى قصائد عالية الجودة من خلال تحليل كميات هائلة من النصوص وتوليد نصوص شبيهة بكتابات البشر.

كما يبزغ الذكاء الاصطناعي في مجال تنظيم المحتوى، حيث يمكنه تحليل تفضيلات المستخدم وسلوكه لتقديم توصيات شخصية، مثل مقالات الأخبار والفيديوهات واقتراحات المنتجات. بالإضافة إلى ذلك، تستطيع روبوتات الدردشة والمساعدات الافتراضية المدعومة بالذكاء الاصطناعي التفاعل مع المستخدمين في الوقت الفعلي، مما يوفر لهم المعلومات والدعم ويعزز تجربة المستخدم بشكل عام، وفق تقرير لمنصة " كونتنت.إيه آي" المتخصصة في إدارة المحتوى.

يشير التقرير إلى أن :

تأثير الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى لا يقتصر على النصوص المكتوبة فحسب، بل أحرز تقدماً كبيراً في مجال المحتوى المتعدد الوسائط، مثل إنشاء الصور والفيديوهات وتحريرها وتحسين جودتها.

تمكن الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي من تحويل الصور والفيديوهات الخام إلى محتوى بصري مذهل، إضافة إلى تطبيق فلاتر فنية وابتكار وسائط اصطناعية جديدة بالكامل.

لهذا التأثير أهمية بالغة في قطاعات مثل التسويق والترفيه، حيث تسهم أدوات إنشاء المحتوى المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في خفض التكاليف وتحسين جودة المحتوى، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تعزيز التفاعل وتحقيق نتائج أعمال إيجابية.

وفقًا لتقرير صادر عن شركة "غارتنر"، فمن المتوقع أن تكون أكثر من 80 بالمئة من المؤسسات قد استخدمت واجهات برمجة التطبيقات للذكاء الاصطناعي التوليدي أو نشرت تطبيقات مدعومة بهذه التقنية بحلول العام 2026.

ومع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، يُتوقع أن تُعيد تطبيقاته في إنشاء المحتوى تشكيل طرق إنتاج واستهلاك والتفاعل مع المحتوى الرقمي في مختلف المجالات.