إضراب شامل يشل حركة الطيران في ألمانيا ويؤثر على مئات الآلاف من المسافرين
كتب: د. مجدي كامل الهواري
شهدت ألمانيا حالة من الشلل التام في حركة الطيران بعد دخول إضراب واسع النطاق حيز التنفيذ، حيث توقف العمل في 11 مطارًا رئيسيًا منذ منتصف ليلة الأحد وحتى صباح الاثنين. جاء ذلك استجابةً لدعوة نقابة «فيردي» لموظفي الخدمات العامة، والعاملين في الخدمات الأرضية وأمن الطيران، للاحتجاج على أوضاعهم المعيشية والمطالبة بزيادة الأجور.
الإضراب، الذي يستمر لمدة 24 ساعة، يهدف إلى الضغط على السلطات قبيل الجولة الثالثة من مفاوضات الأجور المقرر انعقادها في بوتسدام يوم الجمعة المقبل. ومن المتوقع أن يؤدي إلى إلغاء أكثر من 3400 رحلة جوية، مما يعطل خطط سفر أكثر من 510 آلاف راكب في مختلف أنحاء البلاد.
الموظفون المشاركون في الإضراب يشملون العاملين في تفتيش الركاب، ومراقبة الأفراد والبضائع، وعمليات تحميل الأمتعة، وتنظيف الطائرات، وتزويدها بالوقود. وشمل الإغلاق المطارات الأكثر ازدحامًا في ألمانيا، مثل فرانكفورت، ميونخ، برلين-براندنبورغ، هامبورغ، دوسلدورف، وشتوتغارت، بالإضافة إلى عدد من المطارات الإقليمية. وأكدت شركة تشغيل مطار فرانكفورت «فرابورت» أن جميع الرحلات المغادرة قد أُلغيت، وأن المسافرين العابرين (الترانزيت) سيتأثرون بشدة.
في المقابل، لم يقدم أرباب العمل أي عرض رسمي بشأن مطالب النقابة، التي تطالب بزيادة الأجور بنسبة 8%، أو ما لا يقل عن 350 يورو شهريًا، بالإضافة إلى منح العمال ثلاثة أيام إجازة إضافية سنويًا. واعتبر يواكيم لانج، رئيس اتحاد النقل الجوي في ألمانيا، أن هذه الإضرابات غير متناسبة، حيث أغلقت المطارات بالكامل رغم أنها ليست طرفًا مباشرًا في النزاع.
وسط هذه الأوضاع، يتواصل الضغط على الحكومة الألمانية لإيجاد حلول تحمي حقوق العمال دون الإضرار بمصالح المسافرين والاقتصاد الوطني. وبينما تستمر الأزمة، يبقى مستقبل حركة الطيران في ألمانيا مرهونًا بنتائج المفاوضات القادمة.
