محادثات سرية تكشف عرضًا مفاجئًا من حماس لإنهاء النزاع

كتب: د. مجدي كامل الهواري
في تطور غير متوقع، كشف مبعوث الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لشؤون الرهائن، آدم بولر، عن تفاصيل لقاءات سرية جمعته مع مسؤولين من حركة حماس، حيث وصف المناقشات بأنها كانت بناءة ومفيدة بشكل كبير. وأوضح بولر أن الحركة قدمت عرضًا غير مسبوق يتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين مقابل وقف إطلاق نار طويل الأمد، تتراوح مدته بين خمس إلى عشر سنوات.
وفقًا لما أعلنه بولر، فإن العرض الذي تقدمت به حماس لا يقتصر فقط على وقف القتال، بل يشمل أيضًا نزع سلاحها بالكامل، مع التزام أمريكي ودولي بضمان عدم عودة النشاط العسكري أو بناء الأنفاق في قطاع غزة. وأضاف أن الحركة أبدت استعدادها للانسحاب من المشهد السياسي بشكل كامل، وهو أمر قد يشكل تحولًا جذريًا إذا ما تم التوصل إلى اتفاق نهائي.
وأشار المبعوث الأميركي إلى أن هناك احتمالًا للإفراج عن الرهائن خلال الأسابيع المقبلة إذا استمرت المحادثات في الاتجاه الإيجابي، مؤكدًا أن باب المفاوضات لا يزال مفتوحًا، ما يعني إمكانية عقد لقاءات جديدة مع قيادات الحركة خلال الفترة المقبلة. وحتى الآن، لم تصدر حركة حماس أي بيان رسمي بخصوص هذه التصريحات، بينما تبقى مواقف الأطراف المعنية غامضة بشأن فرص نجاح هذا الاتفاق.
على الجانب الآخر، أثارت هذه المحادثات السرية استياءً كبيرًا في الأوساط السياسية الإسرائيلية، حيث انتقد رون ديرمر، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هذه الخطوة معتبرًا أنها تجاوز للخطوط الحمراء. وأعرب عن استيائه من تعامل الولايات المتحدة مع حماس بشكل مباشر دون تنسيق مسبق مع الحكومة الإسرائيلية، واصفًا ذلك بأنه أمر غير مقبول.
وردًا على هذه الانتقادات، أكد بولر أن الولايات المتحدة ليست وسيطًا لإسرائيل، بل تعمل وفقًا لمصالحها الاستراتيجية الخاصة، مشيرًا إلى أن المحادثات التي جرت تهدف في الأساس إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي وحماية المصالح الأميركية. وفي ظل هذا التوتر المتصاعد، تبقى التساؤلات قائمة حول ما إذا كان هذا العرض سيشكل بداية لنهاية الصراع، أم أنه مجرد حلقة جديدة في مسلسل التعقيدات السياسية التي تحيط بالقضية الفلسطينية.