مصر وناميبيا ترسمان خريطة تعاون زراعي جديد: من التقاوي إلى الأمن الغذائي
كتبت: شروق حمدي مصطفى
في لقاء يُعيد تعريف الشراكة بين الجنوب والجنوب، استقبل الدكتور علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وفدًا برلمانيًا رفيع المستوى من جمهورية ناميبيا، لبحث آليات التعاون الزراعي بين البلدين، في خطوة يُنظر إليها باعتبارها جسرًا للتكامل التنموي الأفريقي.
ترأس الوفد الناميبي "بولوس مباتغو"، رئيس لجنة الزراعة والري بالمجلس الوطني، وجاء اللقاء بحضور عدد من القيادات البرلمانية المصرية، من بينهم المهندس عبدالسلام الجبلي، رئيس لجنة الزراعة بمجلس الشيوخ، إلى جانب كبار مسؤولي وزارة الزراعة.
اللقاء الذي حمل ملامح أكثر من مجرد تعاون ثنائي، تناول محاور استراتيجية في إنتاج التقاوي، وتحسين السلالات الحيوانية، واستصلاح الأراضي، ومواجهة آثار التغير المناخي على الأنشطة الزراعية، فضلًا عن التصنيع الزراعي وتبادل الخبرات الفنية.
وفي كلمته، أكد وزير الزراعة أن اللقاء يأتي استجابة مباشرة لتوجيهات القيادة السياسية بفتح آفاق تعاون أوسع مع الدول الأفريقية، مشيرًا إلى أن مصر مستعدة لتقديم خبراتها المتراكمة في مجالات الزراعة الحديثة والإنتاج الحيواني والسمكي إلى الأشقاء في ناميبيا.
وأضاف فاروق أن القطاع الزراعي المصري شهد خلال الأعوام الأخيرة تحولات نوعية بفضل اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي به كقطاع حيوي للأمن القومي، مؤكدًا أن مصر حريصة على تفعيل هذا التعاون عبر آليات تدريب مشتركة، وتنفيذ برامج ميدانية من خلال المركز الدولي المصري للزراعة.
من جانبه، عبّر "مباتغو" عن إعجابه بالتطور الكبير في البنية التحتية الزراعية المصرية، خاصة على مستوى إدارة الموارد المائية، وتقنيات الري الحديث، والاستثمارات في إنتاج التقاوي والأسمدة، مشيرًا إلى تطلع بلاده للاستفادة من التجربة المصرية في رفع كفاءة التربة وتحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الزراعية.
وأشار إلى أن ناميبيا تمتلك ثروات طبيعية كبيرة ومساحات زراعية خصبة، إلى جانب قطاع ثروة حيوانية واعد، ما يفتح الباب لتعاون مشترك في مجال تصدير اللحوم وتطوير السلالات، وتبادل المنتجات الزراعية.
كما شدد رئيس الوفد الناميبي على رغبة بلاده في صياغة برامج تنفيذية واضحة مع مصر، تشمل تبادل البعثات الفنية، وإنشاء مزارع نموذجية، وتنسيق السياسات الزراعية بما يخدم الأمن الغذائي للجانبين.
وفي ختام اللقاء، اتفق الجانبان على تشكيل لجان فنية متخصصة لصياغة مذكرة تفاهم تتضمن المجالات المستهدفة، وجداول زمنية للتنفيذ، على أن تتولى الإدارة المركزية للعلاقات الزراعية الخارجية متابعة تفاصيل التعاون بوصفها جهة الاتصال الرسمية.
