مصر تقود تحالف التنظيم الدوائي الإفريقي: الغمراوي يؤكد على الثقة المتبادلة كركيزة للتكامل الصحي الإقليمي

كتبت: شروق حمدي مصطفى
في خطوة جديدة تعزز مكانة مصر كقاطرة للتكامل الصحي داخل القارة الإفريقية، شاركت هيئة الدواء المصرية، برئاسة الدكتور علي الغمراوي، في الاجتماع التأسيسي الأول للجنة التوجيهية لتحالف الهيئات التنظيمية الإفريقية الحاصلة على المستوى الثالث من النضج التنظيمي وفقًا لتصنيف منظمة الصحة العالمية (ML3 NRAs)، والذي استضافته العاصمة النيجيرية أبوجا.
وجاءت مشاركة مصر، التي تمت عبر تقنية الفيديو كونفرانس، بدعوة رسمية من الوكالة الإنمائية للاتحاد الإفريقي (AUDA-NEPAD) والمراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (Africa CDC)، لتؤكد التزام الدولة المصرية بتعزيز أطر العمل المشترك وبناء منظومة تنظيم دوائي إفريقية تقوم على تبادل الخبرات والاعتماد المتبادل.
وفي كلمته الافتتاحية، أشار الغمراوي إلى أن التنسيق بين الهيئات التنظيمية الإفريقية لم يعد خيارًا بل ضرورة، قائلاً: "الثقة المتبادلة والعمل المشترك ليسا فقط وسيلتين لتعزيز كفاءة التسجيل والتقييم، بل هما أساس لوضع خارطة طريق صحية موحدة تخدم أبناء القارة".
الاجتماع تناول مناقشة عدد من الوثائق المرجعية ومسودة الإطار القاري للاعتماد التنظيمي، في إطار آلية تنسيق الاعتماد المرجعي التي وقعت عليها مصر إلى جانب سبع دول إفريقية أخرى، في تحرك مشترك نحو تقليل الفجوات التنظيمية وتسريع إتاحة الدواء الآمن والفعال.
وضم اللقاء رفيع المستوى ممثلين عن وكالات وهيئات الدواء الإفريقية، من بينها نيجيريا، جنوب إفريقيا، غانا، زيمبابوي، رواندا، تنزانيا، وغيرها من الجهات المشاركة في برنامج الاتحاد الإفريقي لمواءمة نظم تسجيل الأدوية، فيما شارك عن الجانب المصري الدكتورة أماني جودت والدكتورة داليا أبو حسين، في تأكيد على الدور المؤسسي النشط الذي تلعبه الهيئة في صياغة السياسات الصحية الإقليمية.
وتأتي هذه الخطوة استكمالًا لجهود هيئة الدواء المصرية في التحول إلى مرجعية إفريقية، انطلاقًا من خبراتها المتراكمة ومنهجها القائم على الشفافية والتطوير، وسعيها الحثيث إلى توحيد المعايير وتسهيل التصنيع المحلي داخل القارة.
هذا الحدث يُعد بمثابة لبنة أولى نحو تأسيس بيئة تنظيمية متكاملة ومستقرة، قادرة على مواجهة التحديات الصحية الإفريقية من خلال التعاون لا التنافس، ومن خلال رؤية مستقبلية تضع صحة المواطن الإفريقي في مقدمة الأولويات.