مشيتك الآن قد تنقذك لاحقًا: دراسة حديثة تكشف رابطًا مباشرًا بين خطوات الشباب ومخاطر السقوط في الشيخوخة

May 24, 2025 - 13:45
مشيتك الآن قد تنقذك لاحقًا: دراسة حديثة تكشف رابطًا مباشرًا بين خطوات الشباب ومخاطر السقوط في الشيخوخة

توصل فريق بحثي دولي بقيادة علماء من جامعة ستانفورد الأمريكية إلى اكتشاف طبي جديد يمكن أن يحدث تحولًا في مجال الطب الوقائي، وذلك بعد أن بيّنت دراسة أنماط المشي في مرحلة الشباب أنها مؤشّر تنبؤي دقيق لمخاطر السقوط في سن الشيخوخة، أحد أخطر أسباب الوفيات بين كبار السن.

يعتمد الاكتشاف الجديد على تحليل ثلاث خصائص في طريقة المشي لدى الشباب: تفاوت المسافة بين الخطوات، التوقيت بين كل خطوة وأخرى، ومدى انتظام وضع القدمين على الأرض. ووفقًا للدراسة المنشورة في مجلة Journal of Experimental Biology، بلغت دقة هذه القياسات في التنبؤ بخطر السقوط مستقبلاً نحو 86%، وهي نسبة مذهلة تفتح آفاقًا جديدة لتجنب إصابات مميتة.

واختبر الباحثون النظرية عبر تجربة واقعية شملت 10 متطوعين أصحاء تتراوح أعمارهم بين 24 و31 عامًا، حيث تم تحليل مشيتهم باستخدام 11 كاميرا دقيقة، ثم تعريضهم لمحاكاة ظروف الشيخوخة، من خلال ارتداء أوزان بالكاحلين، واستخدام قناع يقلل الرؤية، وتيارات هوائية تخل بالتوازن.

النتائج كانت حاسمة: الأشخاص الذين أظهروا تفاوتًا أكبر في مشيتهم أثناء الشباب كانوا الأكثر عرضة للسقوط عند تعريضهم لظروف محاكاة الشيخوخة. وهو ما يبرز خطورة تجاهل المؤشرات المبكرة لخلل التوازن الحركي.

ويأتي هذا في وقت تشير فيه الإحصاءات إلى أن ثلث من تزيد أعمارهم عن 65 عامًا يتعرضون للسقوط سنويًا، وترتفع النسبة إلى 50% لمن تجاوزوا 80 عامًا، وتُعد هذه السقطات سببًا رئيسيًا للكسور والوفاة، فضلًا عن عبء ضخم على أنظمة الرعاية الصحية.

ويؤكد الباحث الرئيسي، جياين وو، أن الخطر الحقيقي يكمن في أن معظم الاضطرابات الحركية لا تظهر جليًا إلا بعد فوات الأوان. ومن هنا، تمثل هذه الطريقة الجديدة وسيلة وقائية فعالة لرصد المعرضين للخطر مبكرًا، بما يتيح التدخل في الوقت المناسب، وإنقاذ أرواح، وتخفيف تكاليف طبية بمليارات الدولارات.