في ظلام دامس.. والأهالي يستغيثون وسط معاناة إنسانية متفاقمة

كتب: د. مجدي كامل الهواري
في تصعيد جديد للأزمة الإنسانية في غزة، أصدر وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين قرارًا بقطع الكهرباء عن القطاع، الذي يضم أكثر من مليوني نسمة، وذلك في محاولة للضغط على حركة حماس لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لديها، وسط تعقيدات تعرقل مفاوضات وقف إطلاق النار.
يأتي هذا القرار بعد أسبوع من قطع إسرائيل جميع الإمدادات الإنسانية عن غزة، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية بشكل غير مسبوق. كما كان وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، قد هدد في 3 مارس بقطع إمدادات المياه والكهرباء بالكامل عن القطاع، مشددًا على ضرورة شن هجوم عسكري واسع النطاق يؤدي إلى "احتلال غزة".
الآن، يعيش سكان غزة في ظلام دامس، حيث يضطرون إلى تناول السحور والإفطار دون كهرباء، في ظل ندرة الحطب وانعدام الغاز. يقول المواطن الغزي أحمد النجار: "نحن نصوم طوال النهار، ثم نفطر على مياه غير صالحة للشرب وطعام غير صحي. نحن بشر مثل أي بشر في العالم، ومن حقنا الحصول على أبسط مقومات الحياة."
أما زكريا خضر، من بلدة جباليا شمال القطاع، فيؤكد أنه يستيقظ ليلًا لتحضير وجبة السحور على ضوء الشموع، مما يزيد من خطر اندلاع الحرائق في المنازل، متسائلًا: "ألا يكفي ما تعرض له سكان القطاع من قتل ودمار؟"
ويضيف: "لا يمكننا الاستغناء عن الكهرباء، فهي جزء أساسي من حياتنا اليومية، حتى ضخ المياه من الآبار يعتمد عليها. بدون كهرباء، لا توجد حياة."
في ظل هذه المعاناة المتزايدة، تستمر استغاثات أهالي غزة للمجتمع الدولي من أجل التدخل العاجل لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية.