عدسات لاصقة تمنح الإنسان «رؤية خارقة» في الظلام بدون طاقة

May 23, 2025 - 11:47
عدسات لاصقة تمنح الإنسان «رؤية خارقة» في الظلام بدون طاقة

كتب: مصطفى صلاح 

في خطوة غير مسبوقة تفتح آفاقًا جديدة في مجال البصريات، تمكّن فريق من العلماء من تطوير عدسات لاصقة مبتكرة تُتيح للإنسان القدرة على الرؤية في الظلام، دون الحاجة إلى مصدر طاقة خارجي، وذلك من خلال تحويل الأشعة تحت الحمراء إلى أطوال موجية مرئية.

العدسات الجديدة، التي وصفت بـ"الثورة في عالم الأجهزة القابلة للارتداء"، تعتمد على جسيمات نانوية متقدمة مدمجة في مادة مرنة وغير سامة تُستخدم في العدسات اللاصقة اللينة. وتقوم هذه الجسيمات بتحويل ضوء الأشعة تحت الحمراء إلى ألوان يمكن للعين البشرية رؤيتها.

وأوضح البروفيسور تيان شيويه، الباحث الرئيسي من جامعة العلوم والتكنولوجيا في الصين، أن هذه التقنية تمثل قفزة نوعية في تطوير أجهزة بصرية غير جراحية، تمنح الإنسان قدرة بصرية تتجاوز حدود الطبيعة.

العدسات قادرة على التقاط إشارات ضوئية دقيقة حتى عند إغلاق العينين، وذلك لأن الأشعة تحت الحمراء القريبة تتمكن من اختراق الجفن بكفاءة أكبر من الضوء المرئي، مما يُقلل من التداخلات البصرية ويُعزز وضوح الإشارات.

ويمكن للعدسات التعرف على إشارات الأشعة تحت الحمراء المشفّرة، على غرار نظام شفرات مورس، الأمر الذي يُمكّن من استخدامها في ظروف إضاءة معدومة، سواء في مجالات الاتصالات أو الأمن أو الإنقاذ.

وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة Cell، تمكّن الفريق أيضًا من ترميز أطوال موجات الأشعة تحت الحمراء المختلفة بألوان مرئية مميزة؛ حيث تتحوّل الموجة بطول 980 نانومتر إلى اللون الأزرق، و808 نانومتر إلى الأخضر، و1532 نانومتر إلى الأحمر. هذا التشفير البصري يعزز من دقة التمييز بين الإشارات، كما يُحتمل أن يساعد المصابين بعمى الألوان على رؤية التفاصيل التي لا يستطيعون إدراكها في الحالات العادية.

ويعمل العلماء حاليًا على رفع حساسية العدسات لرصد أضعف مستويات الأشعة تحت الحمراء، ما يوسّع من نطاق تطبيقاتها المستقبلية في الطب، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا العسكرية، وغيرها من المجالات.