سفير فرنسا بالقاهرة في حوار خاص لـ نبض الخبر: نرفض تماماً تهجير الفلسطينيين من أراضيهم

أكد السفير الفرنسي في القاهرة، إيريك شوفالييه، أن فرنسا ترفض بشكل قاطع تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، معرباً عن تعاطفه الشديد مع الشعب الفلسطيني الذي يعاني منذ سنوات، وخاصة النساء والأطفال. وأضاف شوفالييه أنه شخصياً يرفض هذا الوضع ويقف إلى جانب حقوق الفلسطينيين.
في لقاء خاص مع السفير الفرنسي، تحدث عن السياسة، الاستثمار، والفن المصري في هذا الحوار الذي أجراه
الكاتب الصحفي حسن أحمد.، وترجمة لمياء حسن
- بداية، نود أن نتعرف عليكم أكثر؟
إيريك شوفالييه:
أنا إيريك شوفالييه، حصلت على دبلومة من معهد باريس للدراسات السياسية، كما أنني حائز على بكالوريوس في الطب ودكتوراه في نفس التخصص. شغلت عدة مناصب إدارية في فرنسا، كما عملت في وظائف دبلوماسية عدة كسفير مفوض فوق العادة، ومدير العلاقات والإعلام والمتحدث الرسمي لوزير الخارجية الفرنسي، إضافة إلى دوري في إدارة البعثات الطبية العالمية. حصلت أيضاً على وسام جوقة الشرف برتبة ضابط.
- لا شك أن العلاقات المصرية والفرنسية وثيقة منذ زمن، فما موقفكم من الوضع في غزة؟
إيريك شوفالييه:
هناك توافق كبير بين فرنسا ومصر، لاسيما فيما يتعلق برفض فرنسا القاطع لأي تهجير للفلسطينيين من غزة. نحن نؤيد بقوة الجهود المصرية لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى. كما أننا نثمن الدور الكبير الذي تلعبه مصر في تحقيق السلام بالمنطقة، وهو دور حيوي لا غنى عنه في عملية استقرار الأزمات الإقليمية.
- هل دور مصر يتوافق مع مواقف المجتمع الدولي؟
إيريك شوفالييه:
نعم، فرنسا تقر بدور مصر المحوري في حل الأزمات الإقليمية. مصر تعد شريكًا أساسيًا في الحفاظ على الاستقرار، ليس فقط في غزة، ولكن في جميع أزمات المنطقة، مثل السودان ولبنان. لقد ساهمت مصر بفعالية في إيقاف إطلاق النار في غزة واستعادة عمليات توصيل المساعدات الإنسانية.
- هل هناك أزمات أخرى تشهدها المنطقة؟
إيريك شوفالييه:
بالتأكيد. هناك أزمات أخرى هامة، مثل الأزمة في السودان، حيث عقدنا مؤتمرًا دوليًا في باريس لجذب انتباه المجتمع الدولي لهذه القضية. كما تشارك فرنسا ومصر معاً في اللجنة الخماسية بشأن لبنان، ومن المتوقع أن تنظم فرنسا مؤتمرًا وزاريًا حول سوريا في فبراير المقبل، وهو يعكس التنسيق الوثيق بين البلدين في مواجهة التحديات الإقليمية.
- ماذا عن دور الاستثمار بين فرنسا ومصر؟
إيريك شوفالييه:
مصر تمثل بوابة مهمة لفرنسا إلى السوق الأفريقية والشرق الأوسط. هناك نحو 200 شركة فرنسية في مصر توفر نحو 50,000 وظيفة مباشرة، وتساهم في خلق العديد من الفرص الأخرى. هذه الشركات تصدر منتجاتها إلى أسواق العالم، مما يعزز الاقتصاد المصري. كما تلعب فرنسا دورًا محوريًا في مساعدات صندوق النقد الدولي الموجهة لمصر.
- هل هناك مشاريع اقتصادية أخرى في المستقبل؟
إيريك شوفالييه:
نعم، هناك منتدى اقتصادي سينظم في القاهرة من 8 إلى 10 مايو المقبل، بمشاركة حوالي 300 شركة من مختلف أنحاء المنطقة. كما ستستضيف باريس عدة فعاليات هامة، بما في ذلك قمة الذكاء الاصطناعي في فبراير، قمة حول التغذية في مارس، ومؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات في يونيو.
- هل سيكون هناك تعاون بين مصر وفرنسا في مجال التعليم؟
إيريك شوفالييه:
نعم، التعليم العالي والبحث العلمي يمثلان جزءًا كبيرًا من التعاون بين البلدين. سيتم تنفيذ ثلاثة مشاريع هذا العام في مجالات التعليم العالي، ومنها دعم الجامعة الفرنسية في مصر، بالإضافة إلى اتفاقيات خاصة بالمنح الدراسية للطلاب المصريين لدراسة الدكتوراه في فرنسا.
- هل تستمعون إلى الأغاني المصرية؟
إيريك شوفالييه:
بالطبع، نحن في فرنسا نحتفل أيضاً بمرور 50 عامًا على رحيل كوكب الشرق أم كلثوم. السفارة الفرنسية بالقاهرة تنظّم العديد من الفعاليات الثقافية للاحتفاء بها، وقد قدمت أم كلثوم حفلين على مسرح أوليمبيا في باريس. الفعاليات التي ننظمها في باريس تؤكد الشغف الفرنسي بكل ما هو مصري، كما يعكس هذا التواصل الثقافي بين شعبي البلدين.