تحركات لافتة قرب «فوردو» تسبق ضربة السبت: تساؤلات حول نوايا إيران وإجراءاتها الاستباقية

كتبت: شروق حمدي مصطفى
في الوقت الذي ما تزال فيه تداعيات الضربة الأميركية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية تتصدر المشهد الدولي، كشفت مصادر تحليلية مطلعة أن صورًا التُقطت عبر الأقمار الصناعية يومي 19 و20 يونيو الجاري، وثّقت تحركات غير معتادة قرب منشأة "فوردو" النووية، ما يشير إلى وجود حالة من التأهب أو إعادة توزيع محتملة لمواد حساسة قبل القصف بساعات.
ووفقًا لمحللين مختصين في تحليل الصور الفضائية، فإن الشاحنات التي ظهرت قرب مدخل المنشأة، ثم تحركت لاحقًا إلى منطقة تبعد نحو كيلومتر واحد شمال غرب الموقع، لا تبدو مجرد وسائل نقل عادية. بل وُصفت بأنها شاحنات من النوع المستخدم في نقل حاويات معدنية ضخمة، ما يفتح باب التساؤلات حول ما إذا كانت طهران قد شرعت بالفعل في إخلاء الموقع أو إخفاء بعض مكوناته الحساسة.
وكان لافتًا في إحدى الصور التي تم تحليلها، تمركز جرافات وآليات ثقيلة بالقرب من مداخل المجمع، وهو ما اعتبره بعض الخبراء إشارة لاحتمال تنفيذ أعمال طارئة أو إغلاق ممرات حيوية داخل المنشأة تحت الأرض.
في هذا السياق، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر إيراني – لم تسمّه – أن "كميات كبيرة من اليورانيوم عالي التخصيب" قد نُقلت بالفعل من منشأة "فوردو" إلى موقع لم يُكشف عنه، قبل تنفيذ الهجوم الأميركي فجر السبت.
التحرك الأميركي الذي استهدف المنشأة ضمن ضربات متزامنة طالت ثلاثة مواقع نووية إيرانية، جاء في وقت تتزايد فيه التحذيرات الدولية من اقتراب إيران من مستويات حرجة في تخصيب اليورانيوم. في حين التزمت طهران الصمت حيال التفاصيل، باستثناء تصريحات مقتضبة تفيد بـ"جهوزية الرد على أي عدوان".
وبينما لم تتضح بعد طبيعة المواد التي غادرت "فوردو" قبل الضربة، يرى محللون غربيون أن الأمر يعكس إما استشعارًا إيرانيًا مبكرًا بموعد الهجوم، أو تنفيذ خطة طارئة تم إعدادها مسبقًا لإخلاء المنشآت الحيوية في حال وقوع ضربات.
يبقى السؤال الأبرز: هل ما حدث خطوة تكتيكية ضمن لعبة الشطرنج النووية، أم أن إيران تمتلك بالفعل بدائل أكثر تعقيدًا من أن تكتشفها الأقمار الصناعية؟