بوتين غاضب: روسيا أضاعت إرثها الصناعي.. ولن نكون مجرد بائعين للمواد الخام!
كتب: مصطفى صلاح
في خطاب ناري يعكس إحباطه من تراجع الصناعة الروسية، وجّه الرئيس فلاديمير بوتين انتقادات لاذعة لما وصفه بـ«إهدار الإرث الكيميائي السوفيتي»، معربًا عن شعوره بالخجل من التراجع الذي شهدته هذه الصناعة الحيوية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. وشدد بوتين على أن روسيا لن تقبل بأن تكون مجرد مصدّر للمواد الخام، بل يجب أن تمتلك مفاتيح التكنولوجيا الخاصة بها لتتمكن من تصدير منتجات عالية الجودة قادرة على المنافسة عالميًا.
جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة العامة لمنتدى التقنيات المستقبلية، حيث أكد أن تحقيق التميز في مجال الكيمياء وتطوير مركبات ومنتجات مبتكرة أصبح ضرورة ملحّة لروسيا.
وأضاف بوتين أن رواد الصناعة الكيميائية السوفيتية ضحّوا بالكثير، إذ كانوا يعملون في ظروف قاسية، متنقلين عبر جمهوريات الاتحاد السوفيتي، يعانون من قلة النوم وسوء التغذية، لكنهم نجحوا في بناء قاعدة صناعية قوية. إلا أن هذا الإرث تم تدميره بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، حيث أُغلقت أهم المؤسسات في هذا القطاع، وتم بيع معداتها أو تحويلها إلى خردة.
وفي حديثه عن العلاقة بين الكيمياء والصناعات العسكرية، كشف بوتين أن الرؤوس الحربية لصواريخ «أوريشنيك» تستطيع تحمل درجات حرارة تعادل حرارة الشمس، ما يعكس أهمية تطوير الصناعات الكيميائية في المجالات الدفاعية.
كما انتقد بوتين تأخر روسيا في تعدين الليثيوم، مشيرًا إلى أن موسكو كانت قادرة على اقتحام هذا المجال قبل 10 أو 15 عامًا، وهو ما كان سيمنحها تفوقًا كبيرًا في الصناعات المرتبطة بالبطاريات والتكنولوجيا الحديثة.
واختتم بوتين حديثه بالتأكيد على ضرورة منح المنتجين المحليين ميزات تنافسية عند عودة الشركات الأجنبية إلى السوق الروسية، مشددًا على أن ذلك يجب أن يتم بمهارة ودقة، وفقًا لمتطلبات منظمة التجارة العالمية، لضمان حماية الصناعات الوطنية وتعزيز قدرتها التنافسية.
