العنف في الشوارع.. متى ينتهي هذا العبث؟

Mar 13, 2025 - 18:59
العنف في الشوارع.. متى ينتهي هذا العبث؟

إعداد: أ.د جيهان رجب 

أستاذ إدارة الأعمال بجامعة عين شمس

انتشر في الأيام الأخيرة مقطع فيديو صادم لرجل يقوم بتحطيم سيارة ميكروباص مدرسة داخل كمباوند الفردوس بمدينة 6 أكتوبر ، بعد أن اصطدمت به زوجته أثناء قيادتها لسيارتها. المشهد كان أشبه بفيلم أكشن ، لكنه للأسف كان حقيقيا ، يعكس حالة من الفوضى والانفلات غير الأخلاقي التي أصبحنا نراها تتكرر بشكل مقلق في شوارعنا .حيث أقدم الرجل على تحطيم زجاج ميكروباص المدرسة باستخدام مطرقة ، في مشهد أثار الذعر والاستياء. الواقعة، التي بدأت بحادث تصادم بسيط، تحولت إلى استعراض للقوة وانفلات للأعصاب، مما يطرح تساؤلات ملحة: لماذا أصبح العنف هو الحل الأول للنزاعات؟ ولماذا نشعر بأن البعض بات يتعامل مع الشارع كأنه ساحة معركة؟

هل أصبحنا في غابة؟!!!السؤال الأهم هنا : هل أصبح العنف هو الحل الأول لأي خلاف؟ هل فقدنا القدرة على الحوار وضبط النفس؟ أن تصل الأمور إلى هذا الحد ، حيث يستخدم شخص مطرقة ليحطم زجاج ميكروباص أمام أعين الجميع، فهذا يعكس أزمة حقيقية في تعاملنا مع الغضب والمواقف اليومية.

مثل هذه المشاهد لم تعد استثناء ، بل باتت تتكرر بشكل مزعج ، ما يشير إلى أزمة مجتمعية حقيقية. هل أصبحنا غير قادرين على إدارة غضبنا ؟ أم أن غياب الردع الحقيقي هو ما يغذي هذه الظاهرة ؟ العنف العشوائي في الشوارع يعكس تآكل قيم الحوار والتفاهم، ويؤكد أننا بحاجة إلى مراجعة جادة لكيفية تعاملنا مع الأزمات اليومية.

هل القانون وحده لا يكفي؟؟!!

بالطبع، لا بد من تطبيق القانون بحزم ، لكن الحل لا يقتصر على العقوبات فقط . نحن بحاجة إلى :

تعزيز الوعي المجتمعي : عبر حملات توعية حقيقية تعيد غرس ثقافة ضبط النفس والاحتكام للقانون .

 دور الإعلام والمدارس والأسرة : في نشر ثقافة ضبط النفس والاحتكام للقانون لا يمكن إغفاله.

فرض عقوبات رادعة : ليصبح كل من يختار العنف مدركا أن هناك عواقب حتمية لتصرفاته.

دعم الوسائل السلمية لحل النزاعات : توفير آليات قانونية سريعة لحل الخلافات دون تصعيد.

مثل الخطوط الساخنة للتعامل مع الخلافات البسيطة قبل تفاقمها.

هذه الواقعة ليست مجرد حادثة فردية ، بل هي مرآة لحالة غضب غير مبرر تسيطر على بعض أفراد المجتمع . إن لم نتعامل معها بجدية ، فقد نجد أنفسنا أمام شوارع لا يحكمها سوى الفوضى!!!!