الباحثون يستخدمون الذكاء الاصطناعي لتحديد الأنواع الفرعية لمرض السكري

Feb 11, 2025 - 19:44
Feb 11, 2025 - 20:09
الباحثون يستخدمون الذكاء الاصطناعي لتحديد الأنواع الفرعية لمرض السكري

كتبت: أمنية شكري

 

مقدمة حول الدراسة

لطالما تم تصنيف مرض السكري إلى نوعين رئيسيين: السكري من النوع الأول، الذي يظهر عادة في مرحلة الطفولة، و السكري من النوع الثاني، الذي يرتبط بالسمنة وغالبًا ما يظهر في مرحلة البلوغ المتأخرة. إلا أن العلماء اكتشفوا مؤخرًا أن مرضى السكري من النوع الثاني ليسوا متشابهين تمامًا، حيث يختلف بعض المرضى في الوزن وعمر الإصابة وسمات أخرى قد تؤثر في علاج المرض.

ابتكار الذكاء الاصطناعي في دراسة السكري

قام باحثون في كلية الطب بجامعة ستانفورد بتطوير خوارزمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي تستخدم بيانات أجهزة مراقبة الجلوكوز المستمرة لتحليل ثلاثة من الأنواع الفرعية الأربعة الأكثر شيوعًا لمرض السكري من النوع الثاني. وتساعد هذه الأداة المرضى على اتخاذ التدابير الوقائية في وقت مبكر، مثل تعديل النظام الغذائي أو تغيير عادات ممارسة التمارين الرياضية، وفقًا لما ذكره الدكتور مايكل شنايدر، أستاذ الوراثة والمشرف المشارك على الدراسة.

انتشار مرض السكري في الولايات المتحدة

بحسب الدكتور شنايدر، فإن 13% من الأمريكيين، أي حوالي 40 مليون شخص، تم تشخيصهم بمرض السكري، بينما يعاني 98 مليون أمريكي من مرحلة ما قبل السكري. وبالتالي، فإن التكنولوجيا المتوفرة على نطاق واسع يمكنها أن تحدث تغييرًا كبيرًا في كيفية تشخيص المرض وعلاجه.

فهم الأنواع الفرعية لمرض السكري

قالت الدكتورة تريسي ماكلولين، أستاذة الغدد الصماء: "معظم المصابين بمرض السكري يعانون من النوع الثاني، لكن السبب الأساسي قد يختلف بين الأفراد، مما يجعل الفهم الأعمق للفسيولوجيا الأساسية لهذا المرض أمرًا بالغ الأهمية" وأضافت أن "معرفة نوع المرض قد يساعد في اختيار الأدوية الأكثر فعالية لكل مريض على حدة."

دور الذكاء الاصطناعي في التشخيص المبكر

تتمثل أهمية الدراسة في إعادة تصنيف السكري لتشمل الأنواع الفرعية، بما في ذلك أنواع مقاومة الأنسولين، ونقص خلايا بيتا التي تفرز الأنسولين، وتحديد الأنماط الفسيولوجية المتنوعة التي قد تؤدي إلى مرض السكري. وقال الباحثون إنه من المهم تشخيص المرض باكرًا، خاصة لتحديد العلاج المناسب.

التحديات في تشخيص مرض السكري

على الرغم من أن التشخيص التقليدي يعتمد على مستويات الجلوكوز في الدم، إلا أن هذا لا يكشف عن الأسباب البيولوجية الأساسية. قالت الدكتورة ماكلولين: "لكي نفهم السبب الفسيولوجي لهذا الارتفاع في الجلوكوز، يجب إجراء اختبارات معقدة وغير متوفرة في العيادات". ومع ذلك، يمكن شراء أجهزة مراقبة السكر في الدم المستمرة بسهولة من المتاجر لتوفير معلومات دقيقة حول مستويات الجلوكوز وتحليلها.

اختبار الخوارزمية وتحليل البيانات

في دراسة شارك فيها 54 مريضًا، تم استخدام الخوارزمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحليل أنماط الارتفاع والانخفاض في مستوى السكر لدى مرضى السكري. أثبتت الخوارزمية قدرتها على التنبؤ بالأنواع الفرعية للسكري بدقة تصل إلى 90% من الحالات.

التوسع في استخدام التقنية

يخطط الباحثون لمواصلة اختبار الخوارزمية في المرضى المصابين بالسكري من النوع الثاني ومرحلة ما قبل السكري بهدف توسيع الوصول إلى الرعاية الصحية حتى لأولئك الذين لا يستطيعون زيارة الأطباء بشكل منتظم. تأمل الدكتورة ماكلولين والدكتور شنايدر أن تساهم هذه التقنية في تحسين جودة الرعاية الصحية لأولئك الذين يعانون من صعوبات اقتصادية أو يعيشون في مناطق نائية.

الخلاصة

تعد التقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي خطوة هامة نحو تحسين التشخيص والعلاج لمرض السكري من النوع الثاني. تقدم هذه الأجهزة الجديدة فرصة كبيرة للتنبؤ بالأنواع الفرعية للسكري وتحليل الأنماط البيولوجية المتنوعة، مما يسهل إدارة المرض وتقديم العلاج الأنسب لكل مريض.