إمام الحرم المكي يحذر من الشعوذة والسحر ومس الشيطان في خطبة الجمعة
كتب: د. مجدي كامل الهواري
أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام، عبدالرحمن السديس، قضايا الشعوذة ومس الشيطان والسحر المنتشرة في المجتمعات، مقدماً عدداً من النصائح وما يجب الابتعاد عنه في هذه الحالات.
وقال السديس في خطبته: "في عالمٍ يموج بالأزمات والتحديات، والأوهام والشكايات، وفي مجتمعات تنتشر فيها أعمال السحر والشعوذة الشيطانية، وأمراض العين والأوبئة النفسية، وما يصيب المسلم منها من كربٍ واعتلال، أو نقصٍ في الأنفس والأموال، إلا من أقدار الباري سبحانه بابتلاء الأفراد والمجتمعات، وهو لفريق: مرقاة في درجات الكمال، ولآخَر: كفَّارة لسيئات الأعمال، ويُحمل أمر المسلم كله على الخير، إن ألم به البلاء والضر".
وتابع: "التذكير بموضوع التحصن والتحصين من أهم ما يحتاجه الناس، ولا سيما في هذا الزمان الذي عمت فيه أمراض جمَّة من الأنفس فيها توغلت، وأمتها العلل وتغلغلت، من صرعٍ ومسٍّ وسحرٍ وعين، ونفسٍ وحسدٍ مفضٍ إلى حين، وقد أشرقت الآيات القرآنية بأعظم برهان، والنصوص الحديثية بأروع بيان، والشاهد من الواقع والعين، أنَّهما البلسم والشفاء لكل داءٍ عياء، وكم من مريضٍ أشرف على الهلكات والممات، ولم تُجْدِ في علته فخامَةُ المصحَّات، واستطبَّ بالرقية الشرعية فحقق الله له البرء والشفاء".
وأضاف: "الوقاية والتحصين طريقٌ لتجنب الضرر أو الاعتلال والمرض، موصيًا المسلمين بتحصين أنفسهم وأولادهم وبيوتهم بالأوراد الشرعية، والأذكار الصباحية والمسائية، وأذكار الدخول والخروج، والطعام والشراب، والنوم والاستيقاظ وغيرها من الأذكار الثابتة عن سيد الخلق، فهي الحصن الواقي بإذن الله، مع التوكل الجازم على المولى البصير السميع، وتفويض الأمر لتدبيره المحكم البديع، قال النبي صلى الله عليه وسلم: 'لا تجعلوا بيوتكم مقابر، فإن الشيطان يفرُّ من البيت الذي يُقرأ فيه سورة البقرة'، ولا سيما آية الكرسي وخواتيم السورة، وسورة الإخلاص والمعوذتين كما كان هدي النبي عليه الصلاة والسلام".
واستطرد: "في إغفال كثيرٍ من المسلمين تحصين الأنفس والأولاد والبيوت، مع ضعف الجوانب الإيمانية والعقدية لدى من يصيبه الشيطانُ بمسٍ أو وسوسةٍ أو غير ذلك، أو يصاب بعينٍ أو حسدٍ، ينجفل بعضهم إلى أحلاس الشعوذة والطلاسم والخرافات، والسحر والدجل والمخالفات، وتلقفهم من في سلكهم من أدعياء الرقية الشرعية، أو من يدعون فكَّ الأعمال وإبطال السحر ونحو ذلك. فهذا راقٍ يُسفْسِط بكتابة غامضة ويُتمتم، وآخر يُهَرْطِق بمبهم الكلام ويُدمدم، وآخر يقطع بأنَّ الداء عين، والعائنُ من ذوي القُربى، وآخر لا ينفك عن ضربٍ مُبَرِّح، وجُلُّ هؤلاء الأدعياء، يموّهون بإظهار سمت العقلاء التُّقاة، وإن هم إلا من المخادعين الدهاء، المحتالين لابتزاز أموال الناس، واستدراجها على غير قياس، وقد يُزجّ بوصفاتٍ تروّج للوهم لخداع البسطاء، خاصة مع رواجها في الفضائيات وشبكات المعلومات ومواقع التواصل، بل وبعض التطبيقات الرقمية".
وأضاف السديس: "التحصن والتحصين لا يحتاج لعناء أو تعنت أو الوقوع في براثن الأدعياء، بل هو أمان من كل هؤلاء، يفعله المرء بنفسه ومع أهله وأولاده، وهو يستوجب حفظ الأفراد والمجتمعات، وغيرَةً لجانب العقيدة العتيدة، وحِياض الشريعة البديعة".