مشروع المليون ونصف فدان يحظى بدعم الأزهر والكنيسة.. مستقبل مصر يتشكل من قلب الأرض

كتب: مصطفى صلاح
في مشهد وطني يجسد روح التآخي والتكامل المصري، استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اللواء أركان حرب مهندس عمرو عبد الوهاب، رئيس مجلس إدارة شركة "تنمية الريف المصري الجديد"، المسؤولة عن تنفيذ المشروع القومي لاستصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان.
جاء اللقاءان في سياق حرص الرموز الدينية الكبرى في مصر على الاطلاع عن كثب على آخر تطورات هذا المشروع الوطني العملاق، الذي يُعد أحد أهم محاور "الجمهورية الجديدة" تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويعكس حالة من التلاحم بين مؤسسات الدولة ورموزها الدينية، في سبيل تحقيق تنمية شاملة ومستدامة تُعيد رسم ملامح الريف المصري في قلب الصحراء.
خلال اللقاء، عرض اللواء عمرو عبد الوهاب رؤية المشروع وأبعاده التنموية، مؤكداً أن "تنمية الريف المصري الجديد" ليس مجرد مشروع زراعي فحسب، بل رؤية استراتيجية متكاملة لبناء مجتمع إنتاجي، عمراني، وخدمي، يقوم على أسس الانتماء والتكافل، ويجمع أبناء الوطن من مختلف المحافظات والخلفيات الدينية والاجتماعية تحت مظلة هدف وطني واحد، وهو بناء مستقبل أكثر إشراقًا لأجيال قادمة.
أوضح رئيس مجلس إدارة الشركة أن المشروع يمتد عبر ست محافظات، من سهل المنيا الغربي، مرورًا بالفرافرة القديمة والجديدة، والمُغرة، وسيوة، وتوشكى، وصولاً إلى أراضي الطور، مشيراً إلى أن المشروع يدمج بين الزراعة الحديثة والطاقة النظيفة، ويتيح فرصًا واعدة للشباب وصغار المزارعين والمستثمرين، عبر تقنين الأوضاع وتخصيص الأراضي بنُهج تدريجي يبدأ من فدان واحد، وصولاً إلى مجتمعات متكاملة تضم دور عبادة من مساجد وكنائس، ومراكز صحية ومدارس تعليم أساسي وفني، ومراكز شرطية، وفروع للبنوك، بما يكفل حياة متوازنة ومنتجة للمواطن.
وقد ثمّن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب الجهود المبذولة، مشيرًا إلى أن المشروع يعكس رؤية مصرية أصيلة تعزز العدالة الاجتماعية، وتعيد بناء الشخصية الوطنية المتصلة بالأرض والإنتاج. وعبّر عن سعادته بما سمعه من مؤشرات حقيقية على التعايش والتكافل، قائلاً: "ما أسعدني أن أسمع عن مسجد إلى جوار كنيسة، ومدرسة إلى جوار حقل، ومستشفى بجوار بيت منتفع، كلها في قلب الصحراء... هذه هي مصر التي نحبها ونعمل جميعًا لأجلها".
من جهته، أكد قداسة البابا تواضروس الثاني أن المشروع يمثل تجربة تنموية رائدة ومثالًا حيًّا على الوحدة الوطنية، مشيرًا إلى أنه "مشروع أمل وإنتاج ووطنية صادقة، حيث نرى المواطن وهو يحيا في كنف التنمية، ويحصد ثمار العدالة والكرامة وسط بيئة متكاملة". وأضاف: "حين أسمع عن شاب نجح في تملك فدان، وآخر يبني مشروعًا على مئات الأفدنة، وأسرة تجد بجوارها كنيسة ومسجدًا ومدرسة ومركزًا طبيًا، فإنني أشعر أننا نسير على الدرب الصحيح نحو مصر العدالة والإنتاج والسلام".
واختُتم اللقاءان بتأكيد اللواء عمرو عبد الوهاب على أن مشروع "تنمية الريف المصري الجديد" يرفع شعار "من الناس وإلى الناس"، ويسعى لتمكين المواطن المصري دون تمييز، وبناء مجتمع يقوم على الإنتاج والمعرفة والانتماء، وأن ما تحقق حتى الآن لم يكن ليرى النور لولا دعم الدولة ورؤيتها المستنيرة وتكاتف مؤسساتها الوطنية والدينية، من أجل وطن قوي ومتماسك وعادل.
وقد حضر اللقاء من جانب الشركة الدكتورة المهندسة ڤينيس فايد، مستشار رئيس مجلس الإدارة ورئيس قطاع تطوير الأعمال، والدكتور ياسر محب، رئيس قطاع الإعلام والعلاقات العامة.