تحذيرات من تداعيات خطيرة..بعد حريق مصفاة الخرطوم

يناير 25, 2025 - 12:08
تحذيرات من تداعيات خطيرة..بعد حريق مصفاة الخرطوم

كتب: حسن أحمد 

حذر الأمين العام للأمم المتحدة ومختصون من تداعيات بيئية واقتصادية خطيرة جراء الحريق الضخم الذي تعرضت له مصفاة النفط الرئيسية شمال العاصمة السودانية الخرطوم يوم الخميس الماضي، بعد قصف عنيف.

وتبادل طرفا القتال، الجيش وقوات الدعم السريع الاتهامات حول مسؤوليته. وقد ظهرت صور عبر الأقمار الاصطناعية التقطتها "بلانيت لابس" المتخصصة في تتبع الكوارث البيئية اشتعال مساحات شاسعة من المصفاة بعد ساعات من تعرضها للهجوم.

وارتفعت أعمدة كثيفة من الدخان الأسود فوق الموقع، تحملها الرياح جنوبا نحو العاصمة الخرطوم، وهو ما أثار مخاوف من أن يؤدي التعرض لهذا الدخان إلى تفاقم مشاكل الجهاز التنفسي وزيادة مخاطر الإصابة بالسرطان.

وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، عن قلقه من التداعيات المحتملة لحريق المصفاة، وحث في بيان صادر عن مكتبه أمس الجمعة الأطراف المتحاربة على الامتناع عن جميع الإجراءات التي قد تكون لها عواقب وخيمة على السودان والمنطقة، بما في ذلك الآثار الاقتصادية والبيئية الخطيرة.

ومن المتوقع أن يؤثر الدمار الذي لحق بالمصفاة على اقتصاديات كل من السودان وجنوب السودان الذي تمر صادراته النفطية، التي تشكل 90 % من إيراداتها، عبر الأراضي السودانية وتتم معالجة جزء منها في المصفاة.

ويفاقم تدمير المصفاة التي تعد الأكبر في البلاد من الأضرار الكبيرة التي ألحقتها الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023، بالبنية التحتية والتي طالت جسورا وطرقا ومنشأت صناعية وتعليمية وصحية ومحطات كهرباء ومياه.

مخاوف بيئية

تسببت سحب الدخان السوداء الكثيفة التي غطت سماء العاصمة الخرطوم مخاوف كبيرة من التأثيرات البيئية المحتملة في ظل تقارير أشارت إلى وجود مئات الأطنان من المواد الخطرة داخل مخازن ومنشآت المصفاة التي تبعد نحو 70 كيلومترا من وسط العاصمة الخرطوم على الطريق الرابط بولاية نهر النيل وتحيط بها عدد من القرى والمدن المكتظة بالسكان والتي تشهد أنشطة زراعية واسعة.

ووفقا للخبير البيئي طلعت دفع الله، فإن حريق المصفاة ستكون له تأثيرات بيئية وصحية كبيرة، مشيرا إلى أن الدخان الكثيف الناتج عن الحريق يحتوي على ملوثات تؤثر سلبا على الإنسان والغطاء النباتي. و أوضح دفع الله، قائلاً: "التعرض لهذا الدخان يؤدي إلى مشاكل تنفسية، وتهيج في العين، ومشاكل صحية أخرى، خاصةً للفئات الضعيفة مثل الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من مشكلات صحية".

وأضاف: "إطلاق المواد الخطرة في الهواء والتربة والمياه يتسبب في آثار ضارة طويلة الأمد على النظم البيئية المحلية، مما قد يؤدي إلى تلوث مصادر المياه والأراضي الزراعية".

خسائر اقتصادية

أما عن الخسائر الإقتصادية.. فقد يزيد تدمير المصفاة من الخسائر والأعباء الاقتصادية الكبيرة الناجمة عن الحرب التي تسببت في تقليص إيرادات الاقتصاد السوداني بأكثر من 80 %.

وتعتبر المصفاة هي الأكبر في السودان، وتنتج نحو 100 ألف برميل يوميا وتلبي معظم احتياجات البلاد من النفط المكرر، ويتم تصدير الفائض منها عبر ميناء بشاير على البحر الأحمر، بخط أنابيب طوله 1610 كيلومترات. ومنذ اندلاع الحرب في السودان في منتصف أبريل 2023، تتعرض المنشآت الحيوية الرئيسية لدمار واسع بسبب القصف الجوي والأرضي المستمر، وسط تقديرات تشير إلى خسائر بأكثر من 500 مليار دولار.

ويشير الخبير الاقتصادي وائل فهمي، إلى الكلفة العالية للدمار الذي تتعرض له البنيات التحتية والمنشآت الحيوية، ويقول "سيحتاج إصلاح ما دمرته الحرب حتى الآن إلى أموال طائلة وسنوات عديدة لأن حجم الدمار كبير للغاية".