تأثير النظام الغذائي للأمهات المرضعات على مكونات وكمية الحليب: دراسة جديدة تكشف الحقائق

في رحلة الأمومة، تعد الرضاعة الطبيعية عاملًا أساسيًا لصحة الأم والطفل، حيث يوفر حليب الأم التغذية المثالية للرضيع من خلال مكوناته الغنية بالبروتينات، الدهون، الفيتامينات، واللاكتوز. لكن يبقى السؤال المطروح: هل يؤثر النظام الغذائي للأم على مكونات الحليب وكميته؟ هذا ما سعت دراسة حديثة من جامعة ميديبول إسطنبول وجامعة بيزمياليم فاكييف للإجابة عنه، ونُشرت نتائجها في المجلة الأوروبية للتغذية السريرية.
منهجية البحث
شارك في الدراسة 72 أمًا مرضعة خلال الفترة من 4 إلى 24 أسبوعًا بعد الولادة، تم تقسيمهن إلى مجموعات غذائية مختلفة:
نظام غذائي صحي متوازن
نظام غذائي عالي الكربوهيدرات
نظام غذائي عالي البروتين
استخدم الباحثون تقنيات متقدمة، مثل الكروماتوغرافيا السائلة عالية الأداء (HPLC)، لتحليل الأحماض الأمينية، اللاكتوز، وفيتامين B2 في حليب الأمهات، إلى جانب قياس مؤشرات الجسم مثل الوزن، الطول، ومحيط الخصر.
أهم النتائج
كمية الحليب: انخفضت كمية الحليب لدى الأمهات اللاتي اتبعن نظامًا عالي الكربوهيدرات مقارنةً بالنظام الصحي المتوازن، بينما زادت الكمية بشكل كبير لدى من اتبعن نظامًا عالي البروتين.
مكونات الحليب:
الأحماض الأمينية: ارتفعت مستويات بعض الأحماض مثل الجلوتاميك، الجلايسين، والهستيدين بعد اتباع نظام عالي الكربوهيدرات، بينما زادت أحماض أخرى مثل الأسبارتيك والليسين مع نظام عالي البروتين.
اللاكتوز: انخفض مستواه مع النظام عالي الكربوهيدرات، لكنه زاد بشكل ملحوظ مع النظام عالي البروتين.
فيتامين B2: تراجع محتواه في الحليب بعد اتباع كل من النظام عالي الكربوهيدرات والنظام عالي البروتين مقارنةً بالنظام الصحي المتوازن.
علاقة مؤشرات الجسم بمكونات الحليب
لم يظهر ارتباط واضح بين وزن الأم أو مؤشر كتلة الجسم (BMI) وبين كمية أو مكونات الحليب، لكن لوحظت علاقة سلبية بين وزن الأم ومستويات الأحماض الأمينية في الأسبوع الثالث من الدراسة.
الاستنتاج والتوصيات
أكدت الدراسة أن النظام الغذائي للأم يلعب دورًا محوريًا في تحديد جودة وكفاءة الرضاعة الطبيعية. فبينما يساعد النظام عالي البروتين في زيادة إنتاج الحليب وتحسين محتواه من اللاكتوز، فإن النظام عالي الكربوهيدرات يؤدي إلى تغيرات في الأحماض الأمينية وانخفاض اللاكتوز.
ولتحسين جودة الرضاعة الطبيعية، توصي الدراسة الأمهات باتباع نظام غذائي متوازن، مع ضرورة توسيع نطاق البحث مستقبلًا ليشمل مناطق جغرافية مختلفة وتحسين آليات القياس، لضمان توجيهات غذائية أكثر دقة وفعالية.