أنماط النوم قد تكشف عن الوعي الخفي لدى مرضى الغيبوبة: دراسة جديدة تكشف الأمل في التعافي

Mar 28, 2025 - 14:50
أنماط النوم قد تكشف عن الوعي الخفي لدى مرضى الغيبوبة: دراسة جديدة تكشف الأمل في التعافي

كتبت: أمنية شكري

 

أظهرت عدة دراسات حديثة أن ما يصل إلى ربع المرضى الذين يعانون من إصابات دماغية حديثة قد يمتلكون وعياً خفياً، وهو أمرلا يمكن لعائلاتهم أو أطبائهم ملاحظته بسهولة. تكشف دراسة جديدة أجرتها جامعة كولومبيا ومستشفى نيويورك-بريسبيتيريان- عن أمل جديد في اكتشاف مرضى الغيبوبة الذين قد يكون لديهم وعي خفي، ما يفتح الباب أمام فرص التعافي على المدى الطويل باستخدام أنماط النوم الطبيعية.

إدراك ووعي خفي في مرضى الغيبوبة

قال الدكتور -جان كلاسن أستاذ مساعد في طب الأعصاب في كلية الطب بجامعة كولومبيا ورئيس الدراسة-: "نحن في نقطة محورية مثيرة في مجال العناية الحرجة العصبية. نعلم أن العديد من المرضى قد يظهرون في حالة غيبوبة، لكن بعضهم في الواقع في مرحلة التعافي دون أن نكون على علم بذلك. بدأنا الآن في اكتشاف بعض علامات التعافي التي تحدث."

تعد معرفة حالة المرضى في غيبوبة أمرًا صعبًا، حيث يسأل الأهل كثيرًا: "هل ستستيقظ والدتي؟ كيف ستبدو حالتها بعد أشهر؟". في كثير من الحالات، لا يمكن للأطباء تقديم توقعات دقيقة، لذا تحسين هذه التوقعات يعد أمرًا بالغ الأهمية.

تكنولوجيا جديدة لفحص النشاط الدماغي للكشف عن الوعي الخفي

عمل الدكتور كلاسن سابقًا على تطوير تقنيات معقدة لتحليل سجلات تخطيط الدماغ (EEG) في وحدة العناية المركزة العصبية لتحديد المرضى الذين يعانون من وعي خفي. يمكن لهذه التقنيات اكتشاف نشاط الدماغ الذي يشير إلى أن المريض قادر على سماع وفهم تعليمات الطبيب، مثل طلب فتح اليد أو إغلاقها، حتى وإن لم يظهر المريض استجابة جسدية.

ومع ذلك، هذه التقنيات قد تكون صعبة التنفيذ وقد تؤدي إلى نتائج سلبية خاطئة. لذلك، قرر كلاسن التركيز على النوم، حيث أن الدوائر الدماغية المسؤولة عن الوعي تُعد أيضًا ضرورية للسيطرة على النوم.

موجات النوم السريعة وفحص النشاط الدماغي أثناء النوم

في هذه الدراسة، قام الباحثون بمراجعة سجلات الموجات الدماغية (EEG) ل226 مريضًا في غيبوبة، وأجروا اختبارات إضافية للكشف عن الفصل بين الإدراك والحركة. وأوضح كلاسن قائلًا: "النشاط الكهربائي أثناء النوم قد يبدو فوضويًا، ولكن في بعض المرضى، تظهر بين الحين والآخر ترددات سريعة منظمة جدًا."

هذه الترددات السريعة تعرف بـ "موجات النوم السريعة"، والتي تظهر قبل الكشف عن الفصل بين الإدراك والحركة والوعي المتجدد، ما يساهم في التعافي على المدى الطويل.

النتائج المتوقعة من البحث:

أظهرت الدراسة أن المرضى الذين أظهروا نوبات النوم السريعة والفصل بين الإدراك والحركة كانوا أكثر احتمالاً لاستعادة الوعي والقدرة على الاستقلال الوظيفي. من بين هؤلاء المرضى، أظهر 76% منهم علامات على الوعي عند مغادرتهم المستشفى، وبعد عام، استعاد 41% منهم وظائفهم العصبية مع عجز طفيف أو إعاقات متوسطة.

أما المرضى الذين لم يظهروا أي نوبات نوم سريعة أو علامات على الفصل بين الإدراك والحركة، فقد أظهر 29% منهم علامات على الوعي عند مغادرتهم المستشفى، وبعد عام، استعاد 7% منهم وظائفهم العصبية.

تحسين بيئة المرضى لتعزيز عملية التعافي

أشار كلاسن إلى أن نتائج هذه الدراسة تشير إلى أن تحسين بيئة وحدة العناية المركزة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي في تعزيز نوم المرضى، مما قد يسهم في عملية التعافي. وعلق قائلاً: "بيئة وحدة العناية المركزة تسبب اضطرابًا كبيرًا في النوم الجيد. حيث أن هناك الكثير من الضوضاء، والإنذارات مستمرة، والطواقم الطبية تتعامل مع المرضى بشكل مستمر. هذا كله يؤثر على النوم، مما يصعب عملية التعافي."

نتائج واعدة وتوقعات المستقبل

أضاف كلاسن أن هذه الدراسة تنطبق على المرضى الذين تعرضوا لإصابات دماغية حديثة، ولا تعني نفس النتائج للمرضى الذين يعانون من اضطرابات طويلة الأمد في الوعي. كما أشار إلى أن هذه المؤشرات ليست دقيقة بنسبة 100%، حيث أن 19 من 139 مريضًا لم يظهروا أي علامات على اضطرابات النوم أو الفصل بين الإدراك والحركة، استعادوا وعيهم.

وقال كلاسن: "أعتقد أن هذه الموجات السريعة توفر طريقة لتوجيه الفحوصات المعقدة إلى المرضى الذين من المرجح أن يستفيدوا منها. هذه التقنيات ليست جاهزة بعد للاستخدام السريري، لكنها جزء من البحث النشط الذي نقوم به حاليًا."

تمويل البحث

تم تمويل هذه الدراسة من قبل المعاهد الوطنية للصحة الأمريكية، في إطار دعم الأبحاث الطبية المتقدمة.