بصيص أمل جديد لمرضى السرطان
كتبت: أمنية شكري
قد تبدو محاربة السرطان كلعبة حظ مميتة. فبينما قد يستجيب بعض المرضى بشكل جيد لبعض العلاجات، قد لا يحالف الحظ البعض الآخر. ولطالما كافح الأطباء والعلماء لشرح السبب وراء ذلك.الآن، اكتشفت كاثرين ألكسندر -الأستاذة المساعدة في مختبر كولد سبرينج هاربور (CSHL) والأستاذة شيلي بيرجر -من جامعة بنسلفانيا- مصدرًا محتملاً لهذه الطفرة في سرطان الخلايا الكلوية الصافية (ccRCC)، وهو الشكل الأكثر شيوعًا للسرطان الذي يتم تشخيصه لدى البالغين. حيث اكتشفت ألكسندر نمطين بنيويين خلويين مختلفين في أورام الكلى، يُطلق عليهما النقاط النووية. والأمر الأكثر إثارة هو أن الأبحاث التي أجريت في مختبر ألكسندر بجامعة بنسلفانيا أظهرت وجود علاقة محتملة بين أنماط النقاط النووية وتشخيص المرضى. وقالت ألكسندر: "اكتشفنا أن فعالية العلاجات تختلف بناءً على مظهر النقاط. وهذا يعني أنه إذا كانت حالة النقاط لدى المرضى طبيعية أو غير طبيعية، فقد يكونون أكثر استجابة لدواء أو آخر". وأضافت: "بالطبع، يتعين إجراء المزيد من الأبحاث".
تم اكتشاف النقاط النووية منذ أكثر من 100 عام، وهي هياكل خلوية صغيرة موجودة في النواة الخلوية. ويُعتقد هنا أنها تختلط مع الحمض النووي وتساعد في تنظيم نشاط الجينات. ويُظهر بحث ألكسندر أن النقاط النووية لها خاصيتان مختلفتان في ccRCC سرطان الخلايا الكلوية الصافية: طبيعية وغير طبيعية، وهذا يتعلق بموقعها. حيث تميل النقاط الطبيعية إلى التجمع في مركز النواة، بينما تكون النقاط غير الطبيعية أكثر تشتتًا.
لا تزال كيفية تأثير هذه الخصائص على نتائج علاج المرضى لغزاً. ومع ذلك، فإن البحث عن إجابات قد يؤدي إلى علاجات أكثر تخصيصًا. ويوفر هذا الاكتشاف نقطة انطلاق جديدة لدراسة سرطان الخلايا الكلوية الصافية.
”هذا هو الاقتراح الأول الذي قد ينطبق على إعطاء الأشخاص (المصابين بسرطان الخلايا الكلوية الصافية) دواءً أو آخر. إنه أمر مهم لأن علاج السرطان له الكثير من الآثار الجانبية الرهيبة". وأضافت ألسكندر "أن نكون قادرين على أن نقول للمريض: ”ورمك يبدو هكذا"، لذلك نعتقد أن هذا الدواء سيكون أكثر فعالية من ذلك الدواء، هو أمر نحتاجه حقًا“.
لم يقتصر الفريق على دراسة سرطان الكلى فقط، بل حللوا أيضًا نقاط نواة لأكثر من 20 نوعًا مختلفًا من السرطان، من سرطان الجلد الميلانيني إلى سرطان الثدي. ومع ذلك، أظهر بسرطان الخلايا الكلوية الصافية ccRCC فقط وجود علاقة بين نمط النقاط وتشخيص المرضى.
ما الذي يميز هذا السرطان؟
تشير اكتشافات ألكسندر إلى "hif-2rtp"، وهو بروتين مفرط النشاط بشكل مميز في سرطان الخلايا الكلوية الصافية ccRCC. ويسعى مختبر ألكسندر إلى متابعة هذا المنصب القيادي مع باحثين آخرين في مركز السرطان CSHL.
وتواصل ألكسندر حاليًا دراسة لغز دور النقاط النووية في السرطان. وعلى الرغم من أنها تعمل في مجال غير معروف، فهدفها واضح للغاية. ويهدف عملها إلى المساعدة في زيادة فرص مرضى السرطان في النجاة.
المصدر: جمعية الولايات المتحدة الأمريكية لتقدم العلوم
https://www.ebiotrade.com/newsf/2025-1/20250102182502602.htm