المحكمة الجنائية الدولية تحتجز الرئيس الفلبيني السابق رودريغو دوتيرتي

كتب: مصطفى صلاح
أعلنت المحكمة الجنائية الدولية، اليوم، احتجاز الرئيس الفلبيني السابق رودريغو دوتيرتي، وذلك بعد اعتقاله في مطار مانيلا الدولي فور عودته من هونغ كونغ، بناءً على مذكرة اعتقال صادرة عن المحكمة.
ووفقًا لمسؤولين فلبينيين، غادر دوتيرتي (79 عامًا) البلاد على متن طائرة متجهة إلى هولندا، حيث سيتم تسليمه إلى المحكمة في لاهاي لمواجهة اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، على خلفية حملته الصارمة لمكافحة المخدرات غير المشروعة أثناء فترة رئاسته.
لحظة الاعتقال وردود الفعل
أفادت مصادر مطلعة بأن دوتيرتي بدا غاضبًا أثناء اعتقاله، مطالبًا السلطات بتوضيح الأساس القانوني لاحتجازه. وفي مقطع مصور نشرته ابنته فيرونيكا دوتيرتي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قال الرئيس السابق: "أروني الأساس القانوني لوجودي هنا... يجب أن تردوا عليَّ بشأن حرماني من الحرية."
وقد سعى محاموه فورًا إلى استصدار قرار من المحكمة العليا في مانيلا لمنع تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية، إلا أن السلطات الفلبينية أكدت أن عملية التسليم جاءت تنفيذًا لقرار المحكمة الدولية، التي تتابع تحقيقاتها بشأن عمليات القتل الجماعي التي وقعت خلال حملته الأمنية ضد المخدرات.
اتهامات دولية ومحاولة هروب محتملة
يُذكر أن دوتيرتي كان على علم مسبق بمذكرة الاعتقال، حيث تصدرت قضيته عناوين الأخبار بعد سفره المفاجئ إلى هونغ كونغ، مما أثار تكهنات بشأن محاولته الهروب من الملاحقة القضائية.
وخلال فترة حكمه بين عامي 2016 و2022، واجه دوتيرتي انتقادات واسعة بسبب سياسته الصارمة ضد المخدرات، التي أسفرت عن مقتل الآلاف من المشتبه بهم دون محاكمة عادلة، وفقًا لمنظمات حقوقية. وعلى الرغم من انسحاب الفلبين من نظام روما الأساسي عام 2019، إلا أن المحكمة الجنائية الدولية تحتفظ بولايتها القضائية على الجرائم التي وقعت خلال عضوية البلاد في المعاهدة.
رد دوتيرتي: قبول المصير
في تصريحات سابقة، دافع دوتيرتي عن حملته الأمنية، قائلاً: "ما هي خطيئتي؟ لقد فعلت كل ما بوسعي لجلب السلام والهدوء للفلبينيين." وأضاف: "إذا كان هذا هو قدري، فلا بأس، سأقبله."
وباحتجازه، يصبح دوتيرتي ثاني رئيس دولة سابق يُحتجز من قبل المحكمة الجنائية الدولية، بعد الرئيس العاجي السابق لوران غباغبو، مما يشكل سابقة جديدة في ملاحقة زعماء الدول المتهمين بجرائم ضد الإنسانية.