الصحف العالمية تسلط الضوء على تحركات السيسي.. رفض التعاون مع واشنطن وإدارة ملف حل الدولتين دون تنسيق مع إسرائيل

كتب: مصطفى صلاح
تناولت الصحف العالمية مؤخرًا سلسلة من التقارير التي تسلط الضوء على مواقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في عدد من القضايا الحساسة، مما أثار ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية الدولية. فقد أفادت نيويورك تايمز بأن السيسي رفض طلبًا من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) للكشف عن تفاصيل التعاون العسكري بين مصر وكوريا الشمالية، وهو ما اعتبرته واشنطن مؤشرًا على عدم استجابة القاهرة للضغوط الأمريكية في هذا الملف، في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة إلى فرض عزلة دولية على بيونغ يانغ بسبب برامجها النووية والصاروخية.
في سياق آخر، أشارت واشنطن بوست إلى أن السيسي يدير ملف القضية الفلسطينية – الإسرائيلية بسرية تامة، بعيدًا عن أعين الإدارة الأمريكية، مما أثار قلق واشنطن، خاصة في ظل الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط. ولم يكن هذا الملف هو الوحيد الذي أثار الجدل، إذ رأت صحف أمريكية وإسرائيلية أخرى أن لقاء السيسي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة "البريكس" يحمل أبعادًا تتجاوز الدبلوماسية العادية، معتبرة أن الاجتماع بين زعيمين ذوي خلفية استخباراتية يثير تساؤلات حول التفاهمات المحتملة بين القاهرة وموسكو وتأثيرها على التوازنات الإقليمية.
في الجانب الإسرائيلي، نقلت صحيفة معاريف عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استياءه الشديد من إدارة السيسي لملف حل الدولتين دون أي تنسيق مع تل أبيب، مشيرًا إلى أن الرئيس المصري لم يجرِ حتى اتصالًا هاتفيًا لمناقشة هذه القضية المصيرية، وهو ما اعتبرته الدوائر السياسية الإسرائيلية تجاوزًا غير مسبوق في العلاقات الثنائية.
تعكس هذه الانتقادات حجم القلق الأمريكي والإسرائيلي من السياسة الخارجية التي يتبناها السيسي، والتي تبدو أكثر استقلالية وتحررًا من النفوذ التقليدي لواشنطن وتل أبيب، حيث يعتبرها البعض تحديًا لمصالحهما في المنطقة، بينما يرى آخرون أنها تعزز مكانة مصر كطرف فاعل ومؤثر في قضايا الشرق الأوسط، بعيدًا عن أي وصاية خارجية.