أشرف عبد المقصود يكتب: " الوقوع في الفخ "
كل أمرأة تحب أن يقال أنها جميلة وساحرة وفاتنة وملكة جمال وذلك لجذب الرجل وإيقاعه فى شباكها.
والسؤال هو: ما الجمال؟!!.
هل الجمال هو البودرة والأحمر والكريم والروج والكحل ؟
هل تسريحة و لون و طول الشعر .. و مقاس الصدر .. و محيط الوسط ..و خرطة الرجلين .. و استدارة الردفين ؟! .
هل الجمال فستان و باروكة و شنطة و جزمة ونظارة؟! .
المرأة يخيل لها ذلك .. فكل تفكير المرأة في شكلها .. في مقاساتها الخارجية .. في اللون و النقشة التي ترسمها حول العينين و الحاجب و الشفة .. و سوف تتحول إلى وجه بلياتشو بعد أول موجة من العرق .. و أنها بعد مشوار في الحر سوف تتحول الى امرأة أخرى قبيحة .. لأن كل ما صنعته كان ديكور من الخارج .. كل ما صنعته كان سلسلة متقنة من الأكاذيب .. و عملية رائعة من التلفيق اشترك فيها العطار و الصيدلي و الخردواتي ..و هو تلفيق لا يمكن أن يكتب له الدوام .. حتى الجسم و مقاساته كذبة كبيرة أخرى سرعان ما تفتضح من أول حمل .. فيتحول الغزال إلى حصان بلدي ، و خصره إلى خصر سيد قشطة .. و الوجه الجميل و التقاطيع الدقيقة الحلوة الى نوع من الجمال يفقد ثأتيره مع مرور الزمن.. فالجمال الخارجي مجرد مصيدة لتصطاد بها رجلًا . فهو نوع من خداع البصر لاصطياد رجل ..
فإذا تم المراد و وقع الصيد الثمين في الفخ و تزوجت به و انتقلت العروسة المزخرفة المزوقة إلى العش الموعود و مضى شهر و شهران .. بدأ الديكور يقع و بدأ الطلاء يسقط و الدهان يتشقق و بدأت تظهر النفس التي وراء اكاذيب جمالها.
ساعتها يظهر الجمال الحقيقي .. و هو جمال الشخصية ، و حلاوة السجايا .. و طهارة الروح ..والنفس الفياضة بالرحمة و المودة و الحنان و الامومة .. هي النفس الجميلة العفيفة
و العفة درجات .. عفة اللسان و عفة اليد و عفة القلب والطبع الصبور الحليم المتسامح… كل هذه ملامح الجمال الحقيقي ..أي لا قيمة لوجه جميل و طبع قاس خوان مراوغ خبيث .. و لا قيمة لمقاسات الوسط و الصدر و القلب مشحون بالطمع و الدناءة ..
و أي قيمة للشفاه المرجان و اللسان يقطر بالسم و القطران ..
و أي قيمة للساق الجميلة و تضربك بالشلوت و الذراع الفاتنة التي تضربك بقبقاب .. و أي قيمة لباروكة لا يوجد تحتها عقل .. و أي قيمة لصدر جميل خصصته صاحبته لإرضاع العشاق لا إرضاع الأطفال .. و أرداف تزيين للنزوات و فم فاتن لا ينطق إلا الكذب .
إذا أردت أن تحكم على جمال امرأة لا تنظر إليها بعينيك ، و إنما انظر إليها بعقلك لترى ماذا يختفي وراء الديكور .
و حذار أن تنظر إليها بعاطفتك أو غريزتك و إلا فإنك سوف تفقد عقلك من أول نظرة ثم يخيل إليك أنك أمام فينوس الجمال والسحر .. و في ضباب الرغبة و الإثارة تستحيل رؤية ملامح المرأة القبيحة فتراها فى جمال الملائكة ..
المرأة كتاب عليك أن تقرأه بعقلك أولا و تتصفحه دون النظر إلى غلافه .. قبل أن تحكم على مضمونه..
ذوق الناقد و ليس ذوق العاشق هو الذي سوف يدلك.
و لذلك تحرص المرأة بذكائها على أن تحولك إلى عاشق أولًا حتى تفقد عقلك فلا ترى الحقيقة ..
و أغلب الرجال لا يرون الحقيقة الا بعد فوات الأوان .. و الذين يرون الحقيقة يتحولون إلى فلاسفة و يؤلفون الكتب في دراسة جمال روح وطبع المرأة و ينسون حكاية المرأة جميلة الوجه والجسم ..و حتى هذا الفيلسوف المثقف تبتكر المرأة وسيلة للضحك عليه فتقابله كل يوم و تحت إبطها كتاب ..لقد وضعت المراة للرجل المكياج المناسب للرجل المناسب.
عجيب امر المرأة فهى لا تيأس ابدا مع الرجل حتى تنتصر عليه ويقع فى شباكها لأنها صيادة ماهرة فى صيد الرجال.
فهل فعلا المرأة مخلوق ضعيف؟.. غبى من يعتقد ذلك.