من يوسف وهبي إلى المسرح المستقل.. جلسات المحور الفكري تفتح جدل التحولات الجمالية في المسرح المصري

يوليو 14, 2025 - 11:27
من يوسف وهبي إلى المسرح المستقل.. جلسات المحور الفكري تفتح جدل التحولات الجمالية في المسرح المصري

كتبت: نور التلباني 

شهد المجلس الأعلى للثقافة انطلاق أولى فعاليات المحور الفكري المصاحب للدورة الثامنة عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري، تحت عنوان: "تحولات الوعي الجمالي في المسرح المصري"، بحضور الفنان محمد رياض رئيس المهرجان، وعدد من الأكاديميين والنقاد والمبدعين.

وأكد محمد رياض في كلمته الافتتاحية أن المهرجان يسعى إلى إحداث حراك مسرحي حقيقي يعيد الجمهور إلى القاعات، معوّلًا على الجيل الجديد ليكون القوة الدافعة لهذا التغيير، مؤكدًا أن الفكر والمناقشة الجادة أحد أذرع هذا التحول.

الجلسة الأولى: "التغيرات الاجتماعية وأثرها على التعبير المسرحي"

أدار الجلسة د. محمد دوير، الذي تناول تحولات المسرح المصري من النشأة وحتى اللحظة الراهنة، معتبرًا أن سؤال الهوية هو المفتاح لفهم موقع المسرح داخل المجتمع، وأن التحولات الاجتماعية فرضت أشكالًا جديدة من التعبير المسرحي ترتبط بالبنية الطبقية والثقافية المتغيرة.

د. سيد علي إسماعيل، أستاذ الأدب المسرحي بجامعة حلوان، استعرض في ورقته البحثية تطور الوعي الجمالي في المسرح المصري على مدى مائة عام، مشيرًا إلى دور الخديوي إسماعيل في تأسيس المسرح العربي، وتطور المسرح من الهواية إلى الاحتراف، وازدهاره بعد ثورة يوليو.

أما د. محمد زعيمة، أستاذ النقد المسرحي بأكاديمية الفنون، فقدّم مداخلة عن تأثير التغيرات الاجتماعية والسياسية والتكنولوجية على الذوق المسرحي، مشيرًا إلى أن مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي كان أحد العوامل التي دفعت النقاد لإعادة النظر في أدواتهم النقدية، وأن التحولات الاقتصادية والهجرات أثرت في طبيعة الجمهور وفي شكل العروض.

الجلسة الثانية: "دور المؤسسات الثقافية في تشكيل الذوق المسرحي"

أدار الجلسة الكاتب عماد مطاوع، وناقشت الجلسة دور المؤسسات الثقافية الرسمية والمستقلة في صناعة الذوق العام المسرحي.

المخرج أشرف عزب قدّم عرضًا تاريخيًا لسياسات وزارة الثقافة منذ تأسيسها، مشيرًا إلى دورها الحيوي في دعم الفنون، لكنه انتقد التراجع الكبير الذي طال بعض الفرق مثل فرقة رضا للفنون الشعبية التي تقلص عدد أعضائها من 200 إلى 12 فقط، داعيًا إلى إعادة إحيائها.

فيما تحدثت الكاتبة رشا عبد المنعم عن تجربتها بين البيت الفني والمسرح المستقل، مشيرة إلى التحديات البيروقراطية، مقابل الحرية الإبداعية لدى الفرق المستقلة، مما أنتج عروضًا جمالية رغم الإمكانيات المحدودة.

أما المخرج محمد الطايع، مدير نوادي المسرح، فقد ركّز على الثقافة الجماهيرية، مؤكدًا أن نوادي المسرح تنتج أكثر من 150 عرضًا سنويًا، رغم ضعف الميزانيات، دون تدخل من الهيئة في اختيار المحتوى، ما يعكس تنوع التعبير الثقافي في المحافظات.

 المحور الفكري مستمر حتى 29 يوليو

تتواصل جلسات المحور الفكري حتى 29 يوليو، متضمنة 11 لقاءً فكريًا يناقش قضايا متنوعة مثل جماليات الجسد، أشكال الإنتاج، الخطاب النقدي، إلى جانب ندوات تكريم لرموز المسرح المصري، بما يعكس حرص المهرجان على الدمج بين النظرية والتطبيق في نسخته الثامنة عشرة.