مصطفى صلاح يكتب: «يمنى الشريدى» سيدة الأعمال التي ألهمت النساء ليحطمن الحواجز.. نموذج للقيادة النسائية والقوة التي لا تُقهر

يناير 30, 2025 - 12:16
مصطفى صلاح يكتب: «يمنى الشريدى» سيدة الأعمال التي ألهمت النساء ليحطمن الحواجز.. نموذج للقيادة النسائية والقوة التي لا تُقهر

في عالم مليء بالتحديات والصعاب، تظهر نساء قويات استطعن ترك بصماتهن بإصرارهن ورؤيتهن الثاقبة، ليصبحن نماذج للإلهام والنجاح. يمنى الشريدى واحدة من أبرز هذه الشخصيات الاستثنائية، التي استطاعت تحويل التحديات إلى فرص، وبناء إمبراطورية من العمل الجاد والطموح، لتصبح رمزًا للمرأة القوية التي لا تعترف بالعوائق.

منذ بداية مسيرتها المهنية، كان واضحًا أن يمنى لا تضع حدودًا لطموحاتها. على العكس، كانت تسعى دائمًا لتجاوز أي عقبة تقف في طريقها. ورغم التحديات العديدة التي واجهتها، بما في ذلك التفاوت بين الجنسين والصعوبات العائلية التي ترافق مرحلة الإنجاب، استمرت يمنى في السعي لتحقيق أهدافها بحزم لا مثيل له. رؤيتها واضحة: النجاح لا يتطلب سوى الإصرار والطموح، مهما كانت الظروف.

تأسيسها لـ "سيدات الأعمال في مصر 21" في عام 1999 يُعد من أبرز الإنجازات التي تضاف إلى سجلها الحافل. لم تكن هذه المبادرة مجرد مشروع تجاري، بل كانت رؤية قوية تهدف إلى تمكين النساء المصريات ودعمهّن في مواجهة صعوبات الحياة العملية. من خلال هذه المبادرة، لم تكتفِ يمنى بالتوجه نحو النجاح الشخصي، بل عملت أيضًا على بناء بيئة تشجع النساء الأخريات على التفوق والابتكار في مجالاتهن.

بعيدًا عن الأعمال التجارية، تلعب يمنى دورًا محوريًا في تعزيز مكانة المرأة في المجتمع، من خلال برامجها المتميزة مثل "نساء من أجل النجاح"، التي ساهمت بشكل كبير في تغيير النظرة السائدة نحو دور المرأة في مجالات العمل. يمنى تؤمن إيمانًا راسخًا أن المرأة، إذا امتلكت الطموح والشخصية القوية، يمكنها أن تحقق كل ما تحلم به، وأن النجاح لا يتعلق بجنسها بل بعزيمتها وإصرارها.

على الصعيد الشخصي، تقدم يمنى مثالًا حيًا للقوة والصبر. على الرغم من التحديات التي واجهتها، سواء على الصعيد المهني أو العائلي، كانت قوتها الداخلية وإصرارها على أن تكون قدوة لأطفالها وأحفادها سببًا رئيسيًا في نجاحها. يمنى لم تكن فقط سيدة أعمال ناجحة، بل كانت أيضًا امرأة مثابرة توازن بين الحياة المهنية والأسرية بطريقة تليق بإرادتها الثابتة.

وفي زمن الأزمات، مثل جائحة كورونا، أظهرت يمنى معدنها الحقيقي. رغم الظروف الصعبة، استطاعت الحفاظ على نشاطها التجاري وجمعيتها مفتوحة، مما يعكس قدرتها الاستثنائية على الصمود والإيمان برسالتها. صمودها في تلك الفترة الصعبة كان دليلًا قويًا على قوتها وإرادتها في تحقيق أهدافها.

في الختام، تُعد يمنى الشريدى نموذجًا حيًا للمرأة التي لا تقبل التراجع ولا تعرف المستحيل. هي مصدر إلهام لكل امرأة تطمح إلى تحقيق أحلامها، وتجسد نموذجًا للقيادة النسائية التي لا تتوقف أمام أي عقبة. إن ما حققته يمنى هو دليل قاطع على أن المرأة، متى امتلكت الإرادة والعزيمة، يمكنها الوصول إلى القمم وتحقيق ما يصبو إليه قلبها.