مصطفى صلاح يكتب: بصمة من ذهب.. كيف قادت الدكتورة منال عوض التنمية المحلية إلى آفاق جديدة؟

Feb 26, 2025 - 09:20
مصطفى صلاح يكتب: بصمة من ذهب.. كيف قادت الدكتورة منال عوض التنمية المحلية إلى آفاق جديدة؟

منذ أن تولت الدكتورة منال عوض مسؤولية وزارة التنمية المحلية، وهي تثبت يومًا بعد يوم أنها ليست مجرد مسؤولة تؤدي مهامها، بل هي قائدة ميدانية، صاحبة رؤية استثنائية، وعزيمة لا تلين. عملها ليس مجرد وظيفة، بل هو شغف وحلم تسعى لتحقيقه من أجل وطنها، لإحداث التغيير الحقيقي الذي يشعر به المواطن في حياته اليومية. ببصيرتها النافذة، وقراراتها الحاسمة، استطاعت أن ترسم ملامح جديدة لمفهوم التنمية المحلية، حيث لم يعد الأمر يقتصر على مشروعات روتينية، بل أصبح نهجًا شاملًا يهدف إلى تحسين مستوى المعيشة في كل محافظة، مدينة، وقرية في مصر.

لقد أثبتت الدكتورة منال عوض أن المرأة المصرية حين تُمنح الفرصة، فإنها تستطيع أن تُحدث فارقًا حقيقيًا. منذ أن كانت محافظًا لدمياط، نجحت في تحقيق إنجازات ضخمة جعلت المحافظة نموذجًا يُحتذى به في التطوير والتحديث. فقد قادت مشروع مدينة دمياط للأثاث، الذي أصبح مركزًا صناعيًا وتجاريًا عالميًا، فتح أبوابه للحرفيين وأصحاب الصناعات الصغيرة، مما ساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وخلق آلاف فرص العمل. كما عملت على تطوير البنية التحتية للمحافظة، وتحسين مستوى الخدمات الصحية والتعليمية، وإطلاق مبادرات اجتماعية وإنسانية استهدفت الفئات الأكثر احتياجًا، فتركت بصمة واضحة في كل مجال تولت مسؤوليته.

وعندما تولت حقيبة وزارة التنمية المحلية، كان الجميع يدرك أن مصر أمام مرحلة جديدة من النهضة الحقيقية في هذا القطاع الحيوي. لم تكن مجرد وزيرة تدير الملفات من مكتبها، بل كانت في الميدان، تتابع المشروعات بنفسها، تلتقي بالمواطنين، تستمع إلى مشاكلهم، وتضع الحلول الفورية والمستدامة. لم تكن وعودًا تُقال، بل أفعالًا تُنفذ على أرض الواقع، لينعكس أثرها على حياة الناس مباشرة.

من أبرز ما يميز الدكتورة منال عوض هو إدراكها العميق لحقيقة أن التنمية ليست مجرد إنشاء طرق أو مبانٍ، بل هي بناء متكامل يشمل الاقتصاد، المجتمع، والبشر أنفسهم. ولهذا، كان اهتمامها بالمرأة والشباب بارزًا في كل مبادراتها، حيث أطلقت العديد من البرامج لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، إيمانًا منها بأن هذه المشروعات هي العمود الفقري للاقتصاد المحلي، كما حرصت على تمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا، لتكون شريكًا أساسيًا في بناء المستقبل.

كما أولت اهتمامًا بالغًا بتطوير القرى والمناطق الأكثر احتياجًا، عبر تنفيذ مشروعات ضخمة في الصعيد، حيث تم إنشاء وتحديث آلاف المشروعات التنموية، وتحسين البنية التحتية، وتوفير فرص العمل، مما أدى إلى نقلة نوعية في مستوى المعيشة هناك. فأصبح المواطن في هذه المناطق يشعر ولأول مرة أن التنمية لم تعد حكرًا على المدن الكبرى، بل وصلت إلى كل بيت وكل أسرة.

وفي ظل هذه الإنجازات، لم تغفل الدكتورة منال عوض عن الجانب الإنساني، فمع اقتراب شهر رمضان المبارك، كان لابد أن يكون لها بصمتها المتميزة في توفير احتياجات المواطنين، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه العديد من الأسر. لم تتوانَ لحظة عن تقديم الدعم، فأطلقت العديد من المبادرات التي تهدف إلى توفير السلع الأساسية بأسعار مخفضة، من خلال أسواق اليوم الواحد، التي أصبحت متنفسًا حقيقيًا للأسر المصرية الباحثة عن الجودة والسعر العادل، إضافة إلى معارض "أهلاً رمضان"، التي تساهم في تخفيف العبء عن المواطنين، وتضمن وصول المنتجات الغذائية للجميع بأسعار مدعمة. هذا الاهتمام ليس مجرد قرار إداري، بل هو انعكاس لإنسانية عظيمة وإحساس عميق بمشاكل المواطن البسيط.

كل هذه الجهود جعلت الدكتورة منال عوض واحدة من أبرز الشخصيات المؤثرة في مجال التنمية المحلية، ليس فقط في مصر، بل على مستوى العالم العربي. والدليل على ذلك هو حصولها على جائزة التميز الحكومي العربي كأفضل محافظ، وهو تكريم مستحق يعكس حجم ما قدمته من إنجازات غير مسبوقة. هذه الجائزة لم تكن مجرد تكريم شخصي، بل كانت شهادة دولية على أن القيادة الناجحة قادرة على إحداث تغيير حقيقي في حياة الناس، وهو ما تجسده الدكتورة منال عوض بكل جدارة.

هي ليست فقط وزيرة في الحكومة المصرية، بل نموذج يُحتذى به للمرأة القوية، صاحبة الرؤية، القادرة على تحويل الأحلام إلى واقع. نجاحها ليس وليد الصدفة، بل هو ثمرة اجتهاد، تفانٍ، وإيمان عميق برسالتها. فهي تؤمن أن النجاح لا يُقاس بالكلمات، بل بالأفعال، وأن المسؤولية الحقيقية لا تقتصر على اتخاذ القرارات، بل تتطلب متابعة دقيقة، ومشاركة حقيقية في التنفيذ.

لقد استطاعت أن تضع التنمية المحلية في قلب المشهد، لتصبح واحدة من أكثر الوزارات تأثيرًا في حياة المواطن اليومية. لم تعد التنمية مجرد شعارات، بل أصبحت مشاريع حقيقية يراها الناس، ويشعرون بنتائجها في كل تفاصيل حياتهم. من تطوير العشوائيات، إلى دعم المشروعات الصغيرة، إلى تحسين الخدمات، إلى المبادرات الاجتماعية، كلها إنجازات تُحسب لهذه السيدة العظيمة، التي جعلت من التنمية المحلية قصة نجاح ملهمة.

واليوم، ونحن نرى ثمار هذه الجهود، لا يسعنا إلا أن نقدم لها أسمى عبارات التقدير والاحترام. فهي ليست مجرد مسؤولة تؤدي واجبها، بل قلب نابض بحب مصر، وعقل يعمل بلا كلل من أجل مستقبل أفضل. هي نموذج مشرف للمرأة المصرية التي استطاعت أن تثبت أن النجاح لا يرتبط بالجنس، بل بالكفاءة، والإرادة، والإخلاص.

كل خطوة تخطوها الدكتورة منال عوض هي خطوة نحو مستقبل أكثر إشراقًا لمصر. كل مشروع تدعمه، وكل مبادرة تطلقها، وكل قرار تتخذه، هو لبنة جديدة في بناء وطن قوي، متطور، ومزدهر. هي رمز للقيادة الحقيقية، التي تعمل بصمت، وتنجز الكثير، تاركة أثرًا لا يُمحى في وجدان هذا الوطن.

ستظل إنجازاتها شاهدة على إخلاصها، وسيظل اسمها محفورًا في تاريخ مصر كإحدى القيادات التي غيرت ملامح التنمية المحلية، وجعلتها أكثر قربًا من المواطن، وأكثر ارتباطًا بحياته اليومية. فشكرًا لها، وتحية تقدير واعتزاز لجهودها التي ستظل مصدر إلهام للجميع.