مشروع صحي مصري-ياباني ينطلق لتوسيع التغطية الشاملة وتحسين تجربة المريض حتى 2027

يونيو 23, 2025 - 12:22
مشروع صحي مصري-ياباني ينطلق لتوسيع التغطية الشاملة وتحسين تجربة المريض حتى 2027

كتبت: شروق حمدي مصطفى 

في خطوة جديدة تعكس نضج التجربة الصحية المصرية وتوسعها نحو آفاق عالمية، أُعلن بالقاهرة عن انطلاق مشروع "الرعاية الصحية المرتكزة على المريض لتحقيق التغطية الصحية الشاملة" (E-PaCC)، وهو ثمرة تعاون بين الهيئة العامة للرعاية الصحية والوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA)، بحضور رفيع المستوى جمع بين مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية وسفير اليابان لدى مصر، إلى جانب عدد من الشخصيات الوطنية والدولية الفاعلة في قطاع الصحة.

تحالف من أجل المريض جاءت كلمات المشاركين في الفعالية مؤكدة أن الرؤية الأساسية للمشروع تتمحور حول "الكرامة"، ليس كمبدأ نظري، بل كأساس لتصميم الخدمات الطبية وآليات تقديمها. الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية، شدد على أن الشراكة مع اليابان تتجاوز الدعم التقني إلى ما هو أعمق: تبادل القيم، وبناء نموذج صحي يستند إلى الفعالية والكفاءة معًا.

أما الدكتور أحمد السبكي، رئيس هيئة الرعاية الصحية، فاعتبر المشروع محطة انتقالية نحو تعميم ثقافة الرعاية المرتكزة على احتياجات المريض، مشيرًا إلى أن المشروع يستند إلى ثلاث ركائز رئيسية لتحسين تجربة المتعامل مع المنظومة الصحية، سواءً كمريض أو مقدم خدمة. وأوضح أن المشروع سيمتد حتى 2027، وسيشمل في مرحلته الجديدة خمس محافظات جديدة، بخدمات تصل إلى أكثر من 12 مليون مواطن.

التجربة اليابانية في قلب المنشآت المصرية يتضمن المشروع نماذج تعاون نوعية، أبرزها التوأمة بين مجمع الإسماعيلية الطبي ومركز ناغويا الطبي باليابان، بما يُتيح انتقالًا مباشرًا للخبرات والممارسات المثلى. كما يعتمد المشروع على أدوات مبتكرة مثل "حوار رحلة المريض" لتقييم مسار العلاج من وجهة نظر المتلقي، ومنظومة "الإبلاغ اللحظي عن الحوادث" (OVR) التي تسعى لإرساء منظومة متكاملة للأمان والجودة داخل المنشآت.

وأكد السبكي أن هذا التحول الجذري لم يكن ليحدث لولا البيئة التشريعية والتنفيذية الداعمة، وبرامج التدريب التي خاضتها فرق الهيئة في اليابان، والتي وصفها بأنها "نقطة تحول في العقلية الإدارية والطبية على حد سواء".

التغطية الشاملة ليست حلما.. بل واقع قيد التوسع من جهته، أشار الدكتور أحمد طه، رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، إلى أن النموذج الجديد أصبح معيارًا عالميًا لا رفاهية يمكن تجاوزها، إذ يعتمد على تقديم خدمة تستجيب لاحتياجات المريض، وليس فقط لبرتوكولات العلاج.

بدوره، عبّر السفير الياباني في القاهرة، إيوائي فوميو، عن تقديره العميق لهذه الشراكة، مؤكدًا أن مشروع E-PaCC ليس مجرد برنامج، بل ترجمة حقيقية لقيم مشتركة بين مصر واليابان حول كرامة المريض ومحورية الإنسان داخل المنظومة الصحية.

نموذج قابل للتصدير الإقليمي واختتم السيد يو إيبيساوا، ممثل JICA في القاهرة، بقوله إن المشروع مصمم ليكون نموذجًا ملهمًا لدول أخرى في المنطقة، مع التركيز على التوسع القابل للقياس والتقييم المستمر، مضيفًا: "نحن لا ننقل نموذجًا يابانيًا، بل نعيد تشكيله ليناسب واقعًا مصريًا فريدًا، بالتعاون الكامل مع هيئة الرعاية الصحية المصرية".